أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الحمل الكهربائي يسجل 3625 ميجا واط مساء اليوم دائرة الضريبة تواصل استقبال طلبات التسوية والمصالحة الأمير علي لـ السلامي: لكم مني كل الدعم غارتان إسرائيليتان على ضاحية بيروت الجنوبية بعد إنذار بالإخلاء رئيس مجلس النواب يزور مصابي الأمن في حادثة الرابية الأردن .. تعديلات صارمة في قانون الكهرباء 2024 لمكافحة سرقة الكهرباء طهران: إيران تجهز للرد على إسرائيل مصابو الرابية: مكاننا الميدان وحاضرون له كوب29": اتفاق على تخصيص 300 مليار دولار لمجابهة آثار التغيرات المناخية بالدول الأكثر فقرا بوريل: الحل الوحيد في لبنان وقف اطلاق النار وتطبيق القرار 1701 طقس الاثنين .. انخفاض ملحوظ على درجات الحرارة وأمطار غزيرة مستوطنون يهاجمون تجمع العراعرة البدوي شرق دوما وفاة ثلاثينية إثر تعرضها لإطلاق نار على يد عمها في منطقة كريمة تفويض مدراء التربية بتعطيل المدارس اذا اقتضت الحاجة أوكرانيا تكشف عن حطام تقول إنه للصاروخ البالستي الروسي الجديد قرض ياباني بـ 100 مليون دولار لدعم موازنة الاردن الجيش يعلن استقبال طلبات الحج لذوي الشهداء الاحتلال يعلن إصابة 11 عسكريا بغزة ولبنان صور - ماذا تقول لرجال الأمن في الميدان بهذه الأجواء؟؟ هيئة النقل : إعفاء المركبات المنتهي ترخيصها من الغرامات يشمل العمومي
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام أيها الشباب .. تثقفوا بالحياة .. وتقبلوا...

أيها الشباب .. تثقفوا بالحياة .. وتقبلوا بعضكم بعضا

17-04-2010 01:36 PM

نتغنى بالحياة الفضلى لأن ثقافتها تعني لنا الكثير .. وأكثر ما تعنيه التقيد بقيم حملتها الإنسانية عبر العصور... هذه القيم هي التي تعطي أبعاداً أخرى للعيش .. فتميزنا عن غيرنا من موجودات هذا الكون الواسع الرحب .. المليء بالتفاعلات والتوافقات..والتناقضات..
هي الحياة .. ورمزها الحرية .. التي هي قيمة عالية .. وبُعد جوهري في حياة الإنسان .. فصراعه الحتمي في سبيل الدفاع عن ما ترمز إليه صراع أزلي ... وبذلك .. فإن وجوده وديمومته من أعقد الإشكالات الوجودية ..فالإحساس بالحاجة إحساس مُلح بالحرية لإثبات الذات وإدراك تطلعات بقائه واستمراره وتطلعاته الواسعة •.. فالحرية والوجود متداخلان ..منذ أن خلق الله الخلق .. ويسّر له سبل الانطلاق في مناكب هذا الكون.. وبذلك تكون الحرية منحة إلهية و كسْب إنساني.. وحين نربط حرية الإنسان بوجوده فإننا ننفي بذلك أي فارق بينهما.. فنرى أن الإنسان يكون ناقصا ما دامت حريته ناقصة .. وهذه الحرية إن وَجَدت التربة الخصبة التي تتجذر فيها .. والظروف والملابسات التي تتعهدها بالرعاية نمت وسمقت وأينعت ثمارها في النفوس والعقول.. ليسود الإبداع.. وتتحرك دوافع الإنتاج.. وتتفجر الطاقات للحركة والبناء.. واختراق الآفاق وتحدي الطبيعة وبذلك تصبح \"الحرية الشخصية\" جزءاً لا يتجزأ من \"حرية المجتمع\".. في التعبير عن الرأي والمكنون وتنمية القدرات التي تسعى إلى الرفعة والتطور .. وبذلك تنزرع ثقافة الحياة في مجتمع متناغم بأفكاره الراقية القادرة على تقبل الآخر بكل جرأة وموضوعية فتتشكل العلاقات الإنسانية على أساس من الوعي والإدراك والإخاء .. فما دمت مؤمن بقيم الحياة المعاصرة فعليك الالتزام بثقافتها ولا تدعوا إلا للخير والصلاح ونبذ التلاسن والتخاصم و استبدالها بالتعاضد والتكافل من أجل ثقافة الحياة التي تعني الكرامة والمساواة بألوانها المختلفة .. لكافة فئات المجتمع الواحد .. وبين جميع الأفراد و الجماعات
فلنعمل بوعي وتعقل وننبذ السلوك العصبي بمختلف أشكاله وأنواعه لأن العصبية تؤدي إلى الحقد.. والحقد عدو من يريد الحياة ...فالعصبية بمختلف ألوانها وأطيافها تعمم ثقافة الكراهية والضغينة .. فلسنا بحاجة لها ولا إلى من يدور حولها .. بل حاجتنا إلى ثقافة الحب والتراحم والتواصل الطيب المبارك بين كافة أفراد مجتمعنا على اختلاف أهوائهم وأمزجتهم ومشاربهم.. فنعترف بالآخر ونحترم خلافنا معه لأن الحياة تنوع وتعدد وتمازج وتفاعل بين كل مكونات المجتمع الواحد فنشعر بأننا نضحي من أجل الآخرين .. ونؤسس لوعي مجتمعي نترجمه بالسلوك السوي والممارسة الحياتية اليومية السامية فالأردن وطن الجميع .. وطن الوحدة والحرية والحياة الفضلى.. وطن الفكر الأيدولوجي العظيم المنطلق من مبادئ الثورة العربية الكبرى التي كانت وستبقى عهد الأوفياء لمن ضحوا من آبائنا وأجدادنا ونبراس خير وأمل للأجيال القادمة
إن بنية المجتمع ودرجة تطوره تشكل ابرز التحديات أمام ثقافة الحياة بمعناها الشمولي الواسع... فأساس البنيان الذي نهضت عليه الشعوب وقامت عليها العلاقات الاجتماعية.. تملك بناً من موروثها الثقافي وتقاليد ومفاهيم تعود في جذورها إلى مئات السنين.. ولا تخلو هذه الثقافة من التشديد على هذا الموروث رغم كل ما يحمله من دعوات .. فإيجاد مشروع لتحديث النظم الاجتماعية ودمجها في إطار بنيوي معصرن تمكننا من التحول من عقلية الماضي ليتحرر الفرد من أي سلوك عصبي .. لننجح سوياً في تكوين مجتمع متنامي متطور تسوده العلاقات الاجتماعية الطيبة المباركة.. لنقضي على ثقافة المواجهة مع الآخر بشكل يدفعنا إلى التحاور المنطقي الذي يوصلنا إلى قناعات تنمو بمجتمعنا .. قادرة على نبذ التصادم واستيعاب بعضنا بعضاً بوديّة .. وننمّي ثقافة الحياة المعاصرة القائمة على الحوار والتفاهم وبذلك لن نقف عاجزين عن مواجهة التحديات المجتمعية التي تهئ جيل الشباب للبحث عن بدائل تمنحه سعة الصدر والتروي والتمعن والصبر على أي فورة عصبية تودي بنا إلى التشاحن والمواجهة الصِدامية التي لا مبرر لها في زمن أصبح فيه الفرد محورا أساسيا في تنمية المجتمعات المتقدمة.. فتحويل الموروثات العصبية إلى قيم نبيلة نسعى إلى الفخار بها لتكون ملاذ للمواطنة الحقة.
إن أشكالاً من الفورات الشبابية القائمة على أفكار تخبطية لا ضابط لها.. بسبب أو بدون سبب هي التي دفعتني للكتابة وإدراج مقدمة تذكرنا بثقافة الحياة المعاصرة خاصة تلك التي حدثت وتحدث في مؤسساتنا التعليمية العالية .. تلك الفورات التي تعمل على تصاعد عناصر النبذ والتناحر بين هذه الفئة من فئات مجتمعنا الفتي.. مما أدى إلى غياب ثقافة التضامن المشترك والاعتراف بالآخر.
إننا بحاجة ملحة وفهم واضح لمضامين رسالة عمان المبنية على الفهم الواضح لمنطق الحياة المعاصرة خاصة في مؤسساتنا التعليمية الجامعية .. فمنذ أن أطلقها جلالة الملك عبدا لله الثاني ابن الحسين قبل عدة سنوات جاءت لتكون قاعدة للعمل .. انطلاقا من الحرص على ترسيخ مفاهيم الوسطية والاعتدال وتأكيد قيم التسامح والحوار وقبول الآخر ..بشكل يسهم في تنمية مجمعنا الأردني وتطوره
ولن تأتي النتيجة المرجوة الا بتكريس وتعميق مفاهيم القيم الإنسانية ومفاهيم الحرية الحقة عند الشباب.. مع ضرورة تأكيد تبني منظومة القيم التي يحل فيها الإيثار بدل الاستئثار، وروح التسامح بدل العصبية، والحوار والتفاهم والقبول بالآخر بدل الاختلاف والتزمت والإقصاء ..
وهذا يتطلب تظافر كل الجهود لإيجاد مرجعيات ثقافية مجتمعية مبنية على أساس واضح في تنظيم العلاقات داخل الخلية الأساسية في المجتمع وهي الأسرة.. فإن حرص الجميع على خلق روح المودة والارتقاء إلى الأفضل.. والجرأة التي يتطلبها مجتمع آمن يسعى إلى حياة رغيدة خالية من العنف والتنافر .. لتحمل تلك الآليات والمرجعيات في مكنونها مكتسبات هامة لفائدة المجتمع الأردني نتاجها مدونة أسرية تلزم الجميع بالتقيد ببنودها ، لنخرج من التشدد في الرأي والغلو والتعصب.. وعدم قبول مبدأ الحوار والقناعة.. إلى عكس ذلك جملةً وتفصيلا
وبالرغم من أن الاهتداء إلى فضيلة هذا الخيار.. ما زالت تعترضه عدة صعوبات وعوائق.. إلا أن انتشار الثقافة الديمقراطية وتجسيد معناها الحقيقي .. والتي تدفع للتعامل بأسلوب حضاري.. ينبني على حسن الإنصات للآخر.. واحترام الرأي المخالف.. بدل التعصب والإقصاء.. وحينما يصبح الجميع مقتنعا ومتشبعا بتلك القيم .. ويترجم ذلك بتلقائية في سلوكه اليومي.. سيكون الاختلاف رحمة بالنسبة للجميع.. وليس نقمة عليهم .. وسنعول على مجتمعنا خيراً فلا نعمم السلوك العصبي بل سنشخصه تشخيصا علاجياً ونجتثه فلن يعود أبداً ذلك الورم الكامن في موجود الجسم المجتمعي والى الأبد بهمه الخيرين الطيبين الذين حملوا .. وما زالوا يحملون الرسالة بكل أمانة وإخلاص
هدانا الله عز وجل جميعا إلى سواء السبيل وأكرمنا في دُنيانا وآخرتنا
الكاتب : فيصل تايه
Fsltyh@yahoo.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع