رعب في المسجد ؟
عاجلنا أبو عبدو أمام مسجد حارتنا اليوم بخطبة الجمعة بحديثة عن صراط مستيقم كحد السيف وبسمك الشعرة وربما أقل ، وبشمس تقترب مسافة ميل أو ميلين من رؤوس الناس ، وعن كلاليب حديدية يعلق بها الناس ويلقون بالنار التي وقودها من الحجارة .
وأعاد علينا مشاهد الرعب أثناء قراءته للآيات القرآنية في الصلاة ، والنتيجة أنني جلست في الصلاة وأنا أقارن بين ما أسمعه وبين ما أشاهده في أفلام الرعب الغربية ، وبالذات موضوع الكلاليب الحديدية والصراط وغيرها من مرافقات الأكشن الهولوودية .
لماذا يا أبو عبده هذا الطرح ؟ ، في السابق وقبل مئات السنين لم يكن فكر الإنسان غير قادر على تصور حدوث هذه الأشياء أمام ناظريه ، والآن في القرن الواحد والعشرين نتيجة للزخم السينمائي وخاصة جانب الرعب فيه أصبحنا نشاهد ما هو أكثر رعبا في الوصف مما حدثنا عنه أبو عبده إمام مسجدنا .
يا ابو عبدو نحن مؤمنين بالله وننتظر جنة خضراء لم ترد على فكر بشر وأنت لم تحدثنا عنها هذا اليوم كأن ربنا سبحانه وتعالى لا يوجد لديه سوى نار وكلاليب وصراط كحد السيف ، وألقيت بالجنان التي من لبن عسل وخمر وحور عين من وراء ظهرك .
أليس كان الأجدر بك أن تحدثنا عن معنى أن نكون مؤمنين في سلوكنا وعلاقتنا مع بعضنا البعض ، وكيف أن المؤمن من لا يكذب ومن لا يغش ومن لا يأكل مالا حراما ، والمؤمن من يقوم بواجبه نحو ربه بكل طواعية وعن طيب خاطر وإيمان .
لقد قتلنا ابو عبدو وأدخلنا نار جهنم ، والمفارقة أنه كان هناك جنازة في المسجد لطفلة صغيرة أنسانا ابو عبدو الدعاء لها وهو يحدثنا عن فيلم الرعب ، وجعلني أفكر بمصير هذه الطفلة الصغيرة ونحن نؤمن أنها ستكون شفيعة لأبويها يوم القيامة سامحك الله يا ابو عبدو ..؟