زاد الاردن الاخباري -
خاص ــ لمى أبورمان ــ
لعل اول ما يتبادر الى الاذهان عند قراءة العنوان ...هو التفكير باختلاق عبارة جديدة للتعبيرعن التذمر والسخط على الخطة الحكومية الفذة في انقاذ الاردن من معضلته الاقتصادية المتمثلة في التغلغل الى جيب المواطن الاردني و فرض المزيد من الضرائب و الرسوم.
و لكن,
لماذا لايتم فرض قرش للطفولة, ولماذا لانساهم معا ولو قرش واحد، من اجل الاف الاطفال, عوضا عن هذه الضرائب المفروضة على الناس ، و التي تكاد لا تملك تاثيرا يذكر...
ارجع بذاكرتي لكلاشينات فضيحة البورصة و كيف تبخرت مئات الملايين فيها، و مئات ملايين اخرى من اموال الضمان الاجتماعي لم يعرف مصيرها ...
ناهيك عن انفاق الملايين على وقود السيارات الحكومية و الاتصالات"الرسمية" التي تحتاجها زوجات الحكوميين ...
اما في المراقص والنوادي الليلة ، فحدث و لاحرج..المواطنون بحاجة للترويح عن النفس و التنفيس عن الضغط الذي اثقل كاهلهم ...فالدنانير تتبعثر سدى هنا و هناك لاحتساء كاس من اغلى المشروبات الروحية علها بارتفاع سعرها تذهب همومهم و عل تذكرة الدخول او ما يعرف ب "cover charge" لاحد المراقص يعود عليهم بالحصول على نوم هادىء بعد هز الوسط...
لن انسى ايضا انفاقنا نحن الشعب "الملتي مليونيري" على التدخين وعلى الاتصالات...
و لكن "العين بصيرة واليد قصيرة".... عند اطلاعنا على حالات انسانية لاطفال شوهت طفولتهم و نخرت بناها التحتية من الفقر و المرض ..
فضميرنا المفقود و ان لم يزل عند بعض جند الله يدعو للتقصير والانانية ، وعدم التنبه لقضايا الناس الواجب حلها بشكل جذري.... بجميع الفئات والطبقات سواء اكنا من رجال الاعمال او الميسورين ، او نمثل جهة رسمية .
اي ضمير دنيوي هذا الذي يسمح بوجود الاف الاطفال في خندق معاناة عميق ، على الرغم من امكانية حل مشكلتهم بجهد وطني ، واي ضميرهذا الذي يسمح بوجود الاف الاطفال الذين هم بحاجة الى علاج في الخارج ويتم تركهم ، واي منطق يسمح بترك اعداد من الاطفال بحاجة الى عمليات زراعة اعضاء ويتم تحاشيهم لعدم وجود اموال ، ولعدم وجود امكانات.
فوفقا لما قال احد الكتاب..."انه منطق اللاعدالة ، انه منطق جائر بحق من جانبنا كلنا ، حين تغيب الاولويات التي امر الله بها ، وحين نفتقد العطف والاحساس بأهلنا في كل مكان ، وحين نشكو ونشكو ونشكو ، لكننا فجأة نفقد المليارات على البورصة والاسهم وعبر الضمان وعبر التدخين والاتصالات وعبر المشاريع غير المفيدة ، نفقد المليارات ، بعد ان كنا قد شكونا دون سبب واضح سوى ادعاء الشكوى ، حتى ذهب المال بحق ، وكيف لايذهب وحق الله فيه لم يكن محفوظا؟."