تقول أمي بعد أن جلست على برندتها الشتوية والصيفية لأن الشمس لاتغيب عنها ، وتمكنها من رؤية الشارع أمامها مباشرة والناس الذين يعبرون منه لأعمالهم كل صباح ، أن من غريمه السلطان لا يشكي ولا يحزن ؟ .
مقولة رسخت في عقول أجيال عديدة من الناس على مر سنوات من القمع الفكري المربوط بالرعب الأمني ، والنتيجة عقلية غير قادرة عن التعبير عن رأيها إلا من خلال جمل رمزية وتعبير لغوي يطغى عليه المثل الشعبي والحكايات المأساوية لكل من خالف شور السلطان .
القصة بسيطة جدا وتتعلق بالتوقيت الشتوي الذي يصر دولة الرئيس على بقاءه رغم انحراف الشمس وتغير مواقع شروقها وغروبها ، وأختلف ظل الأشياء عنه في الصيف ، والذي جعل أمي تقول كلمتها أنها لم تعتد على النوم إلا بعد إداء صلاة الفجر والأن تقام الصلاة الساعة السادسة والنصف والأذان الثاني يكون الساعة السادسة وعشر دقائق . إذا دولة الرئيس خربط معايير أمي في الصلاة ووقت نومها وجعلها تجلس على البرندة مبكرا وتشاهد الناس وهي تغادر منازلها ليلا .
وختمت أمي حديثها بجملة أخرى تقول من شاور الناس ما خسر ، شاور الشعب دولة الرئيس فلن تخسر ؟ .