أنا هنا لست مدافعا عن عجز الحكومات المتتالية ولا عن دور الأمانة والأشغال في التعامل مع هذه الظروف الجوية السائدة ولن أكون ، لان العجز موجود والإهمال في كثير من الأمور مقصود حتى قبل أن تعبر هذه الموجة غير المتوقعة الحدود ، لكن في ظل هذه الظروف الاستثنائية لا يمكن لكل فرق الأمانة والأشغال والدفاع المدني التعامل بأكثر مما تتعامل معه اكبر دول العالم تطورا وتقدماً ، فكمية الأمطار التي هطلت على الأردن بشكل متواصل طوال الثلاثة أيام الماضية كانت ولله الحمد غير مشهودة في الأردن من أكثر من عقود من الزمان ، ولكن قدر الله وما شاء فعل .
إذا أردنا أن نقف ( متمسخرين ) مستهزئين على جهود بذلت أثناء هذه الظروف الجوية السائدة ونحن نجلس بجانب المدافيء وأمام شاشات التلفاز ننتظر قرار من رئيس الحكومة بتعطيل الدوائر والمؤسسات والمدارس والجامعات نظرا لهذه الظروف ، فلنقف لحظة تأمل واحدة في ما قامت به طوارئ الدفاع المدني والكهرباء والأمانة والأشغال أثناء الليل والنهار في عز البرد والثلوج والأمطار حتى تستمر الكهرباء في العمل لكي تستمتع أنت وغيرك بمشاهدة قرار تعطيل الدولة عن العمل ، فهل هذا القرار هو الحل أم انه تعبير عن العجز والإهمال المقصود الذي تعودنا عليه منذ عقود ، فقرار التعطيل يرضي الكثيرين ويبقيهم في فراشهم نائمين مطمئنين يتفننون في انتقاد الآخرين العاملين الساهرين لكي نبقى وإياك مرتاحين ، لكن التعطيل هو قرار العاجزين . ؟؟!!
نبقى ننظر ونقف أمام صفحات هذا الفيس بوك ونعبر عن عجز الحكومات وتخاذل المسؤولين وإهمال المنفذين وتقصير المراقبين والمحاسبين في كثير من الأمور ، نعم هناك إهتراء في البنية التحتية وهناك تساهل في التعامل مع الكثير من الأمور والظروف الصعبة ، وهناك تنفيذ لمشاريع في البنية التحتية لم تكن بالمستوى المطلوب وكان فيها فساد وإفساد ، شوارع تنفذ بملاين الدنانير وبعد الانتهاء منها تبدأ شركات المياه والكهرباء الحفر بحجة تمديد مواسير أو أسلاك ، هناك مشاريع كلفت الخزينة وجيوب المواطنين مليارات لكنها كانت فاشلة بكل المقاييس والاعتبارات ، لذلك أنا لست مدافعا عن الحكومات والمؤسسات ولكني مدافعا عن جهود بذلت الآن في هذا الظرف الصعب الذي فاجئ البلد كلها بكميات الأمطار وتركت شوارع عمان كا الأنهار .
....... من سرق أغطية مناهل الصرف الصحي وتركها عرضه لمن أراد أن يُلقي فيها النفايات أو تبقى مصيدة للسيارات أو حتى تعرض حياة الأطفال للخطر والممات . ؟؟!
وعين الرضا عن كل عيب كليلة .... لكن عين السخط تبدي المساوئا .....؟؟