الالم النفسي هو اشد الالام وقعا وايلاما وبجانبه تهون الالام وتصغر اذليس اصعب من ان يصبح الانسان في دائرة هذا الالم يصبح ويمسي يتجرع كأس عذاب النفس لينتهي به المطاف الى جلد الذات وهي نتيجه حتميه لهذا الالم وبمثابة عقوبه يحاسب بها الانسان نفسه بنفسه
والالم النفسي لايأتي من فراغ بل من مجموعة عوامل وتراكمات لمعاناة الشخص فيدخل بدوامة الالم الذي هو اشد من جلد السياط ويصل الانسان الى هذه النتيجه اذا اختلى بنفسه وجلس معها جلسة مصارحه ثم معاتبه ثم محاسبه فعقوبه وبعد هذه الجوله يعود نقي السريره خالي الوفاض بسبب هذه الجلسه الخاليه من المجاملات والرتوش
نعم ليجرب كل واحد فينا هذه الوصفه ليقف بين الحين والاخر هذا الموقف وبضع نفسه في قفص الاتهام وليجلس هو على منصة القاضي ويقوم بالتحقيق معها ماذا فعلت وماذا صدر منها من حسنات ومن سيئات وما هي بصدد القيام به وبماذا تعدت وبما ساهمت به من اعمال الخير اوالشر وليصدرحكمه بنهاية هذه الجلسه اما بجلد ذاته او بمكفأتهاعلى الاعمال الخيره التي قامت او ساهمت بها ولينظر للنتائج الايجابيه والراحه التي سيشعر بها بعد كل جلسه نعم فنحن بشر نخطىء ونصيب وخير الخطائون التوابون
اشد مايؤلمني ويهز كياني ويجعلني احاسب نفسي واجلد ذاتي حتى اشعر ان الدم يخرج من جسدي لاصبح جثة لانفع فيها هو القطيعة بين الاهل والاخوه والفرقه الغير مبرره بينهم على امور دنيويه لاتغني ولاتسمن من جوع نزاع على ارث تركه صاحبه وخرج من الدنيا خالي اليدين الامن اعماله لو فكروا للحظه اين الت الحال بالمورث لما تنازعوا وحصلت قطيعه حرمها ربي على ذوي القربى والارحام
كذلك الحال يؤلمني العقوق للوالدين ورميهم بدور المسنين او تركهم دون رعايه وهم الذين وفروا لنا الرعايه بأرواحهم ورعونا كالنبته بانتظار ان يروا زهرها ليفرحوا قلوبهم بنا هم من اعطوا دون مقابل فليس اقل ان لانسىء اليهم ونعقهم وهذا ماوصى به الله سبحانه وتعالى فلو جلس كل ابن عاق لحظات مع نفسه وحاسبها على ماقام به لاأقام الحد على نفسه على هذه الكبيره.
أما شهادة الزور والتي تؤدي الى قلب موازين العداله فيتقلب الحق باطلا والباطل حق وقد نهى الله عنها بكل الاديان السماويه لو فكر هذا الشاهد للحظه وجلس مع نفسه جلسة مصارحه وأن شهادته هذه سيترتب عليه ضياع حقوق واختلاق حق لغير صاحبه وانتهاك لاعراض ناس وقذف محصنات ورمي اناس بالباطل لعدل عنها ولقال اني اخاف الله
كذلك ظلم الاباء للابناء هو ليس ببعيد عن عقوق الابناء للابناء فبعض الاباء يميز بين ابنائه فيولي بعضهم بالرعايه ويحيطه بكل انواع الحنان ويصطفيه على اخوته ويخصه ببعض الاموال في حين الاخرين يعاملوا بكل قسوه واهمال وحرمان لابسط حقوقهم دون مبرر مما يولد الضغينه بين الاشقاء ويورث بينهم العداوه والفرقه فيصبحوا كالاعداء يتربصوا ببعضهم البعض فلو اعاد الوالد النظر بتصرفاته هذه وحاسب نفسه لجلد ذاته وعاد عن هذه التصرفات ورجع لجادة الصواب
هذه بعض الامثله الحيه التي طرحتها وهي من واقع الحياه هذه الحياه القصيره مهما طالت واتمنى ان نحاسب انفسنا قبل ان نحاسب ونجلد ذاتنا لنعود عن اخطائنا ونقوم انفسنا