علاقة وثيقة مابين الفلسفة ومجال ديمقراطية التعليم ومبادئها، فالفلسفة تعني إطلاق حرية العقل لكي يتعلم ويتنامى بواسطة المعرفة، فبدون هذه الحرية لن تتاح فرص التعليم،.لكن النظام الديمقراطي ، بادر إلى إفساح المجال لبحث المواضيع الفلسفية ووضع المفاهيم والرؤى والافكار التي تسهم في تطوير العقل وشخصية الانسان ، وكذلك العمل من خلال الادلة على تفنيد الاكاذيب وتزوير المعارف والاستخفاف بعقول الناس والحقائق وكل ما يمت إليها من اشكال معاصرة تصل الى حد الاحسان الظاهري والحج ولكن لغير المقدسات .لقد كانت الفلسفة ومازالت توأما للديمقراطية التي تعتبر خصما طبيعيا للدكتاتورية والاستبداد الفكري ، من هنا كانت الفلسفة وستظل ضدا لهذة للافكار النفعية التي تقترن بالتاثير والسطو على افكار بعض الناس البسطاء الطيبين ، لذلك نجد ان الافكار التضليلية تنشا وتنمو في ظل الافكارالنفعية ، فيما تغيب الافكار الفلسفية الحرة، اما في ظل المعايير الديمقراطية الحقيقية فتبرز الفلسفة وتتسع فرص التعليم وينهض العلم وتسود المعرفة وهذا ما نلاحظة في وطننا العزيز من اتساع واضح وملموس في فرص وحق الوصول الى المعرفة في ظل الانفتاح الاعلامي والمعرفي الذي وصل غالبا لمعظم بيوتنا . وتاخذ الفلسفة الحقيقية مكانتها البارزة وتحظى بالعناية الفائقة من قبل الرأي العام، لانها تيسر سبل التعليم وتدعم عملية البحث العلمي والتقصي عن الحقائق، وتقوم بدور كبير في وضع النظريات والفرضيات العلمية بالنسبة لجميع الحاجات الانسانية ، باحثة عن العلل البعيدة ووسائل حلها ، لذا فإن الفلسفة تعمل على تعميم النتائج العلمية، ودعم العلوم في استخراج القوانين وصياغة النظريات العلمية. .ونقول ان لا مجال لنشوء واتساع التنمية التعليمية والتربوية والعلمية دون توفر ارضية خصبة مناسبة ، لذلك يرتبط التعليم وظهوره وانتشاره ببروز علم الفلسفة، الذي يعد الاساس المتين لكل معرفة علمية، فبموجبها تتحرر العقول وتتجه نحو تلقي المعرفة وتسود حرية التعبير، ويكون من حق كل فرد المعرفة لكن وفق الضوابط القانونية والدينية والاجتماعية الخاصة والإدلاء برايه والاعتراض والنقد، فيكون التعدد الفكري هو الدعامة الاساسية لكل مجتمع ديمقراطي منظم يسير نحو هدف موحد وطني مشترك. و في ظل توسع المعرفة والحرية تبدا الامية الفكرية وتظليل الراي بالتراجع شيئا فشيئا ويقوم المجتمع المنظم المرتكز على الافكار العلمية المقنعة ، ويتلاشى الراي العام الساذج المرتبط بالدعاية السوداء والرمادية التي سرعان ما ينكشف كذبها وتزويرها ، وينمو الراي العام المثقف وسط ميدان المعرفة والتفكير بمقاصد الامور لا بمظاهرها ليتحقق ما ينفع الناس ويمكث في الارض ، وتتيح الديمقراطية المجال الواسع لتوفير فرص التعليم وتكافؤ هذه الفرص، كما تهتم الديمقراطية الحقيقية بتنمية ذهن المجتمع والفرد ليكون واعيا ومنتجا وايجابيا ، ينبذ السطحية والسذاجة والجهل والتخلف والكذب المنمق ، ويتجه نحو التعلم والابتكار والإبداع والحقيقة ، ولن تصمد امام افكار الوعي والصدق الافكار المتعصبة الرافضة للتغيير والتجديد، ، ، وتنهض الامة باالابتعاد عن الواقع السلبي والافكارالمستاجرة عبر منطق التغيير والبحث الايجابي ومنطق التعقل والتاني حتى لا نصبح على ما فعلنا نادمين .إن فلسفة ديمقراطية التعليم تعني بناء مجتمع حر يؤمن بالمعرفة وقيمها، لانها تسهم بصورة اساسية في نقل المجتمع من ظلام التظليل إلى فضاء العلم والمعرفة، متيحة له اوسع افاق للتنمية البشرية والتعليمية لنصل الى مجتمع متعلم ينبذ السلوك الشائب والمزور مؤمنا بالعدل والمساواة والسلم الاهلي والاجتماعي، كما ان فلسفة التعليم ستتيح فرص توسيع دائرة ونطاق الثقافة المدنية (الحقوق والواجبات) التي تتناقض مع العديد من المفاهيم السلبية، ومنها الإقصاء الاجتماعي والثقافي الممارس من قبل الانظمةالاجتماعية الاستبدادية التي لا تملك الا المال ، فقد تتجه العديد من الطبقات المرفهة والغنية إلى استبعاد افراد العديد من الطبقات الاجتماعية من عملية التعلم والتعليم، والسماح فقط للمنتمين إلى هذه الطبقات للتاهيل والتنمية العلمية، فيما تظل طبقات اخرى مقصية ومستبعدة من نيل حقوقها الطبيعية فقط لانها لا تملك المال وتؤمن بان الاعتماد على النفس هو المقوم الوحيد للانسان الناجح .
Aliyos6@yahoo.com