زاد الاردن الاخباري -
أعلنت جلالة الملكة رانيا العبدالله اليوم الاحد عن إطلاق مبادرة "مدرستي فلسطين"، لضمان إدماج الأطفال خارج المدارس بالعملية التعليمية وتحسين نوعية البيئة التعليمية في مجموعة من مدارس القدس الشرقية.
وقالت جلالة الملكة رانيا "نطلق" مدرستي فلسطين" من الأردن، لما لبلدنا من دور تاريخي في الحفاظ على عروبة القدس، وحماية مقدساتها الدينية، لكن القدس مسؤولية كل عربي".
جاء ذلك في الاحتفالية التي اطلقت خلالها جلالة الملكة رانيا في مركز الحسين الثقافي اليوم المبادرة بحضور رئيس مجلس الأعيان طاهر المصري ورئيس الوزراء سمير الرفاعي ورئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور سلام فياض، ونائب رئيس الوزراء الدكتور رجائي المعشر، ووزير الخارجية ناصر جودة ووزير التربية والتعليم الدكتور ابراهيم بدران ووزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور عبد السلام العبادي ووزيرة التربية والتعليم في فلسطين لميس العلمي ومدير مجلس أوقاف القدس عبدالعظيم سلهب وعدد من كبار المسؤولين والصحافيين ومجموعة من المعلمين والمعلمات من مدارس القدس الشرقية.
وتحدثت جلالة الملكة رانيا العبدالله عن الدور الذي ستقوم به "مدرستي فلسطين" قائلة "سنعمل، ومن خلال وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الاردنية، على إدخال برامج "مدرستي" إلى المدارس التابعة للأوقاف الأردنية في القدس، فقد أثبتت "مدرستي" نجاحاً ملموساً هنا في الأردن، سنصلح البنية التحتية للمدارس، ونحاول ضم مبان متوفرة للمدارس الموجودة؛ ونوسعها ،ونمكن الطاقم التعليمي بمتطلبات التعليم النوعي الحديث.
" وأكدت جلالتها "سنرفع مستوى خريجي المدارس العربية، لتبقى هويتهم صامدة بهم؛ ويبقوا صامدين بكرامة في وجه الاستيطان".
وعرضت جلالتها الأوضاع في القدس قائلة: "القدس اليوم كما بالأمس تتصدر عناوين الأخبار وجداول أعمال القمم، فالوضع بالنسبة للمقدسيين يزداد سوءاً، ظاهره وباطنه، ما تحمله الأخبار عن الاستيطان، وتضييق الخناق، والترحيل، والحرمان من الحقوق الأساسية، إلى ما تؤكده الإحصائيات من تراجع نسبة الإنفاق على التعليم، وتضاؤل المعونات الخارجية وزيادة نسب البطالة".
وأشارت جلالتها إلى الأوضاع الإنسانية في القدس "تخيل أن تحتل أرضك مستوطنة! تستولي على بيتك وحريتك، تحدد مستقبلك بخطوط ملتوية! تقطّع الأراضي أنصافاً وأرباعاً؛ تعيق كل حركة، وتقف بين الطالب والمدرسة، بين اللقمة وأفواه أبنائكت، خطوط كَتبت في الدروس تاريخاً لا عروبة فيه، لتحاول تنشئة جيل يائس، هويته لا تقوى على حمله الثقيل، حمله الشخصي والفلسطيني والعربي".
وقالت جلالتها "الحلول والمفاوضات السياسية تأخذ وقتاً لا يمكن لأطفال القدس انتظاره، فبينما تدور حروب المفاوضات على طاولات السياسة؛ تدور رحى الاحتلال لطحن الهوية المقدسية وتهويدها".
وأضافت جلالتها انه "ما لا نراه هو حرب على هوية المكان وهوية قاطنيه، حرب بقاء، استوطنت الأرض والمباني والطرق وتغلغلت يد الاحتلال لتعبث في المدارس، تحاول استيطان العقول والهوية الفلسطينية! تحاول تهميش المقدسيين بحيث لا يحظوا بما قد يقيهم من الذل أو يساعد في أن يعيشوا حياة كريمة، سواء كان تعليماً أو وظيفة أو حرية حركة أو صِلاتاً عائلية أو أرضاً أو بيتاً أو مدرسة".
وأشارت جلالتها إلى التفاوت الكبير بين القدس الشرقية والغربية من حيث وضع التعليم ان "الانفاق على التعليم في اسرائيل هو أضعاف الانفاق على التعليم في القدس الشرقية، وتتاح لأطفال اسرائيل أحدث أساليب التعليم في أكثر المدارس تطوراً، خمسون بالمئة فقط من أطفال القدس مقدر لهم أن يكملوا تعليمهم، ومن استجاب الله لدعواتهم وصلوات والديهم فحظوا بمقعد دراسي، يدرسون في مدارس ضيقة، مخنوقة وصفوف شحيحة إمكانياتها".
وقالت جلالتها ان "أهل القدس، يتلقون الضربات من كل حدب وصوب؛ بعضها يدمي ويقتل، وآخر يحاول استنزاف كل قطرة هوية فلسطينية من أجسادهم الأبية، يتلقون الضربات وأشدها ما لا نرى ألوان كدماته، ما لا تسمع ضجيج دباباته ودوي مدفعياته، وما لا يترك في القدس رائحة العزيمة الفلسطينية، الهوية المقدسية، رائحة بخور القيامة، عبق الأثواب التي ركعت وخشعت في المسجد الأقصى".
وفي ختام كلمتها وجهت جلالتها دعوة للجميع لدعم مدارس القدس قائلة "لأجل هوية القدس الفلسطينية العربية وأطفال القدس ومستقبلها وأملنا؛ معكم سنعمل من اليوم دون كلل".
من جهته ثمن رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور سلام فياض المبادرة الأردنية وجهود جلالة الملكة قائلا: "أنقل لجلالتك، ومن خلالك للأردن ملكاً وحكومة وشعباً تحية السلطة الفلسطينية وامتنانها العميق لموقف الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني الداعم دوماً لفلسطين والشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية العادلة.
واضاف "أعرب عن تقديري العميق لهذه المبادرة الخيرة والكريمة والنبيلة التي تأتي بعد تجربة غنية لهذه التجربة الرائدة والريادية مبادرة "مدرستي الأردن" وبما حققت هذه المبادرة من نجاح ولم تأت من فراغ وانما جاءت نتيجة لما تم وضعه في البداية بالتركيز على العملية التربوية بمكوناتها من هيئة تعليمية وإدارية وطلبة وأهالي ومؤسسات مجتمع مدني وشراكة من القطاع الخاص".
وقال "اننا نشعر بثقة بأن العمل بهذه المبادرة في فلسطين سيسهم في استكمال البنيان المؤسسي وتحسين الواقع التعليمي في القدس".
وأضاف "ان تركيز جلالتك على القدس يحمل الكثير من المعاني التي تعكس بشكل صادق موقف الأردن الداعم للقضية الفلسطينية حيث تعمل هذه المبادرة على تحسين الواقع التعليمي في القدس خاصة بعد أن أصيب هذا الوضع بضعف ووهن جراء المشروع الاستيطاني".
وأشار وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية عبدالسلام العبادي إلى أن إطلاق جلالة الملكة لهذه المبادرة يأتي ضمن الرعاية الهاشمية للقدس قائلاً "يأتي ذلك كله بحمد الله وفضله في إطار رعاية هاشمية موصولة للقدس والمقدسات فيها وعمل دؤوب للمحافظة على حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف.
وقال "جاءت هذه الرعاية من منطلقات رسخها الإسلام العظيم في وجدان كل مسلم وأعماقه، وقد تجلت هذه الرعاية فيما قام به الملك الباني المغفور له بإذن الله تعالى الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه من اعمارات متلاحقة لأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومن أعمال مباركة خدمة للقضية الفلسطينية ورعاية للمدينة المقدسة وبخاصة ترسيخ مبدأ الحماية والرعاية لها في العهود والمواثيق الدولية".
واضاف "تتجلى هذه الرعاية فيما يجهد في تحقيقه الملك عبدالله الثاني من دفاع ورعاية على كل الصعد والمستويات عن الهوية العربية والإسلامية للمدينة المقدسة ودرتها المسجد الأقصى المبارك وفي مشروعات الاعمار التي تتابع فيها وبكل الانجازات المتلاحقة والجهود المباركة التي تحمي المدينة وتصونها من آثار الممارسات العدائية التي تقوم بها سلطات الاحتلال في المدينة المقدسة.
" وأضاف "ويأتي تنفيذ هذه المبادرة من خلال إدارة الأوقاف الإسلامية العاملة في القدس والتابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في المملكة الأردنية الهاشمية والذي يقع تحت مسؤولياتها العديد من مدارس التربية والتعليم في القدس الشريف والتي ستنال عناية ورعاية شاملة من هذا المشروع.
" وتم خلال النشاط عرض فيلم قصير بصوت جلالة الملكة رانيا العبدالله يظهر صوراً لمجموعة من المدارس التي ستشملها "مدرستي فلسطين"، حيث روت جلالتها قصة معاناة الطلبة والطالبات ومجموعة تحديات تواجهها مدارس القدس الشرقية.
وكانت جلالة الملكة رانيا العبدالله أطلقت "مدرستي الأردن" في نيسان عام2008 بهدف تحسين البيئة التعليمية في500 مدرسة حكومية بأمّس الحاجة للإصلاح.
وضمن المرحلتين الأولى والثانية، شملت "مدرستي الأردن" 200 مدرسة ووصلت إلى أكثر من110 الآف طالب وطالبة محققة إنجازات كبيرة من ناحية رفع مستوى التحصيل العلمي، وزيادة رغبة الطلاب والطالبات بالدراسة والذهاب إلى المدرسة، كما تم إطلاق المرحلة الثالثة من المبادرة، والتي تشمل مدارس في محافظات الجنوب.
وستعمل "مدرستي فلسطين" ضمن النهج ذاته الذي تعمل به "مدرستي الأردن"، من ناحية إجراء أعمال الصيانة لعدد من مدارس القدس الشرقية التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية حيث سيتم تحديد مجموعة الاحتياجات الأساسية لتلك المدارس، وبناء على تلك الاحتياجات سيتم العمل على صيانة وتحديث تلك المدارس لضمان بيئة تعليمية تفاعلية، مريحة وآمنة.
كما سيتم تطبيق مجموعة من البرامج التعليمية والتوعوية التي تهدف لتطوير نوعية العملية التعليمية للمعلمين والطلاب، وتزويد الطلبة بالمهارات والمعارف من خلال تطبيق مجموعة من البرامج التعليمية التي تعتمد على احتياجاتهم.
ومن بين البرامج التي سيتم تطبيقها برنامج المدارس الآمنة وبرنامج المدارس الصحية وبرنامج التكنولوجيا والإبتكار وبرنامج تدريب المعلمين.
وستقوم "مدرستي فلسطين" بضمان إشراك المجتمعات المحلية في تطوير العملية التعليمية من خلال تشجيع وتدريب المدارس المشمولة بها على إنشاء لجان محلية تضم طلاباً وطالبات ومعلمين ومعلمات وأهالي وأشخاص فاعلين من المجتمع المحلي ليكونوا من يحدثون التغيير ويضمنوا استدامة المبادرة.
ويأتي إطلاق جلالة الملكة رانيا العبدالله لمبادرة "مدرستي فلسطين"، لما تعانيه العملية التعليمية في فلسطين من تحديات نتيجة مجموعة من العوامل منها ارتفاع نسبة الفقر والبطالة، والضغوطات التي يمارسها الجانب الإسرائيلي والحواجز التي يضطر آلاف الأطفال لقطعها يومياً للوصول إلى مدارسهم.
وتصل نسبة الطلاب الفلسطينيين الذكور الذين يبدأون التعلم ولا يكملونه إلى أكثر من50 بالمئة، واليوم هناك100 ألف طفل وطفلة إضافيين- عما كان عليه العدد قبل عشر سنوات - خارج المدارس.
إطلاق موقع الكتروني وصفحة على موقع "فيس بوك" للمبادرة
تزامناً مع إعلان جلالة الملكة رانيا العبدالله عن إطلاق "مدرستي فلسطين"، أطلق اليوم موقع الكتروني خاص بالمبادرة يمكن تصفحه على الرابط دبليو دبليو دبليو دوت مدرستي دوت أورغ.
كما تم إطلاق صفحة خاصة بالمبادرة على موقع "فيس بوك" دبليو دبليو دبليو دوت فيس بوك دوت كوم سلاش بيجز سلاش مدرستي داش بالستاين(فلسطين) سلاش 114607795234289.
وجاء الموقع الإلكتروني الذي صُمم باللغتين العربية والانجليزية بهدف تعريف متصفحي شبكة الإنترنت بالمبادرة وأهدافها وكيفية المساهمة ونهج عملها.
أما صفحة "مدرستي فلسطين" على موقع "فيس بوك" الذي يعتبر أكبر تجمع اجتماعي على الإنترنت، فقد جاءت لإتاحة المجال لمستخدمي الموقع للتعرف على المبادرة والتعبير عن آرائهم الشخصية ومشاركة تعليقاتهم.
بترا