ان مرحلة الشباب هي التي يحدث فيها التغير الكمي والنوعي في ملامح الشخصية، فالشباب هم الثروة البشرية الأهم ، والأداة المحورية للتنمية وهم قوة العمل وطاقة الانتاج الخلاقة . ومما لاشك فيه ، ان مؤسسات التنشئة هي الاسرة والمدرسة ثم النادي والتلفاز والكمبيوتر ثم الحزب السياسي ..الخ. وتتكون للشاب شخصية متكاملة من النواحي الجسدية والنفسية والعقلية والاجتماعية .
الفراغ السياسي والفراغ الثقافي والفراغ الفكري والفراغ الاجتماعي.. الخ هو عدو للشباب ، فهذا الفراغ هو الذي يقود بعض الشباب الى العنف أحيانا أو الى الانحراف أحيانا أو الى التمرد على والديه وربما على أقاربه وعلى مجتمعه ايضا.
حتى يكون الوطن للجميع والجميع للوطن ، وحتى نجنب الشباب كل هذه المتاعب ، علينا ايجاد استراتيجية تقوم على صون وحماية شبابنا الاردني ليسمو ويبدع ويترفع عن الصغائر ، ونزرع فيه ثقافة التسامح والمودة والابتعاد عن التعصب والعصبية العشائرية او القبلية. ايضا صقل شخصيته وتمكينه وتعزيز قدراته واتخاذه للقرار الصائب ، وتحصينه ضد آفة المخدرات التي تنتشر بشكل متزايد سواء في الجامعات او غيرها ، بالاضافة للتدخين وكما تقول الدراسة ان حوالي 50% من طلاب المدارس يدخنون، والبعض من الشباب يقضي وقته في الكوفي شوب أو الديسكوهات وبعضهم يجلس على الانترنت ساعات طويلة ليس للبحث ، وانما لأمور أخرى غير ذلك ، ناهيك عن استعمال الخلوي وتبادل الرسائل وهدر الوقت والمال. أضف الى ذلك اتباع الموضات الغربية من قبل الجنسين.
الحل هو اعادة خدمة العلم حتى لو كانت المدة ثلاثة أشهر يتدرب خلآلها الشباب على النهوض مبكرا لطابور الصباح وممارسة التمارين الرياضية ، وبالتدريج يتعلمون النظام والالتزام والانضباط بالاضافة لحضور المحاضرات التثقيفية القيمة ، فلا تقتصر خدمة العلم على التدريب العسكري فقط ، بل يعيش أبناء الطفيلة واربد والكرك وعمان ومعان وجرش في خيمة واحدة بينهم الغني والفقير وابن الوزير وابن عامل الوطن في خيمة واحدة ، لا فرق بينهم في تلك الخيمة العسكرية ، فيتعلمون الايثار والتضحية وحب الوطن والانتماء اليه وتتعمق العلاقات بين ابناء الوطن وتستمر الصداقات لما بعد التخرج من الدورات وتنعكس عليهم قيم الدولة الاردنية وتتراجع التوترات والمشاكل الاجتماعية وتنتشر المحبة والألفة والتسامح وتتبلور علاقة المجتمع مع الدولة وتتحقق المواطنة من خلال مفاهيم المساواة والحرية والمشاركة والانتماء. اما الفتيات فيمكن تدريبهن بنفس المدارس والجامعات ايضا.
لاشك ان المناخ الثقافي والاعلامي والفني المحيط بالشباب يمكنهم من ممارسة الديمقراطية التي تتيح للشباب حرية ابدء الرأي والتفكير والاعتقاد، ويكون هناك تعددية حزبية وتنافسا سياسيا فلا نحجب عنهم كل ذلك. ان نشر الديمقراطية بين قطاعات الشباب يجب ان يصاحبها جهد دؤوب ومخطط لاعداد القيادات الشبابية التي يقع على كاهلها عبء استشراف المستقبل وتوليد الافكار وتعزيز الحوارات الشبابية ودعم تنمية المشاركة المجتمعية.
اذا تفحصنا تفشي البطالة بين الشباب الاردني مردها الأسباب التالية:
1- البطالة السافرة: وتعني ان هناك شباب يستطيعون العمل ولكن لاتتوفر لهم فرص العمل.
2- البطالة الجزئية: وتعني وجود شباب يعملون أقل من قدراتهم ولكن لاتقدم فرص عمل لهم الا الاعمال الجزئية.
3- البطالة المقنعة: وتعني ان يكون للشباب عمل طوال الوقت ، ولكنهم لايستخدمون في هذا العمل كل المهارات والقدرات التي يمتلكونها مما يسبب اهدار لهذه القدرات والطاقات.
ومن جانب آخر، فان الجامعات ومراكز البحوث والمؤسسات الاكاديمية تلعب دورا كبيرا في مواجهة مشكلة البطالة ورفع معدلات تشغيل الشباب وتهيئتهم لسوق العمل. ولكن يبقى الحل الأمثل هو اعادة خدمة العلم.
الكاتب / بسـام العـوران
e-mail: Bassam_Oran@hotmail.com