ذهول العالم الغربي من الربيع العربي
ابراهيم القعير
لا احد ينكر مدى ذهول العالم الغربي من الربيع العربي . لم يكن في حساباتهم في يوم من الايام ولا في استراتيجياتهم. ان يقوم اي حراك في الدول العربية . ولم يخطر في بالهم في يوم من الايام ان الشعوب العربية وصلت الى حد النهاية والبداية . قررت الشعوب العربية ان تبني نفسها من الداخل من جديد . الغرب وهو لا يعلم اوصل العرب الى حالة الوقود الذي ينتظر الشعلة التي ستحرقة . لان الغرب هدفه الغاء دور القوى العربية والاسلامية والغاء هوية للامة .
برمج العالم الغربي . ومنهج الشعوب العربية على التكيف مع الانظمة الامنية .
منها المجتمع النفعي . وكانت جميع الدول العربية سياساتها الامنية رهيبة ودموية وقاسية جدا كسور فولاذي احيط بالعرب لسجنهم ,وحصارهم , وقهرهم متى يشاؤون . وفقاراهم واغراق الدول العربية بالديون والجهل حتى يعانوا ويواجهوا الصعوبات اذا طالبوا بالتحرر. كما تعاني تونس الان لايوجد راتب للشهر الحالي للموظفين . وكما عانت مصركثيرا بسبب المديونية .
رياح التغيير والاصلاح والرغبة في التحول الديموقراطي اذهلت الغرب وعترف احد رؤساء الغرب وهو ساركوزي وقال "كلنا ذهلنا " ولذلك اسرع في الموقف الليبي حتى لا يتيح مجال لشعب الليبي فهم ما يدور حوله ويتثقف ويعرف عدوة من صديقه . واشغالُهم في ما لاينفعهم . وخوف فرنسا الحقيقي ليس على ليبيا فقط وانما الخوف من تأثير ليبيا على الجزائر . لان الجزائر بالنسبة لفرنسا خط احمر فتحرر الجزائر يعني دمار فرنسا وانهيارها التي هي اصلا مُنهارة افتصاديا لم تستطيع تلبية طلب الليبيين في استعادة اموال القذافي .
وعقد الغرب العديد من الجلسات والحوارات والدراسات لمنع انتشار الربيع العربي للدول الاخرى . وخاصة الدول الخليجية . لذلك زاد تعداد القوى الامنية في تلك المناطق وسلحها الغرب باحدث الاسلحة واحدث اجهزة المراقبة كما هو في دبي الان .
انتها دور الغرب لان هذه الثورات العربية نتيجة تراكمات طويلة من القهر والعداء للغرب المتغطرس الظالم قبل ان يكون عداء للانظمة العربية . واثبتت الثورات العربية للمجتمع الدولي ان رغبتها وغايتها فقط التخلص من الظلم والاستبداد والفساد والقهر الذي يعاني منه الشعب العربي وينادي به جميع الاحرار والقانون الدولي والانساني .