زاد الاردن الاخباري -
ترك الشلل الحاصل في حركة الملاحة الاوروبية خلال الايام الماضية الاثر الكبير على حركة السياح وسبب الفوضى بين الاف المسافرين والارباك في عمل شركات السياحة والسفر العالمية والمحلية.
فقد كان لحركة السياحة الوافدة حصة الاسد من هذا التأثر, خاصة القادمين من أسواق شمال أوروبا, حيث الغيت العديد من الرحلات السياحية التي كان من المتوقع والمبرمج لها الوصول الى المملكة خلال الايام الماضية, كما منعت العديد من السياح ممن انهوا برنامج زيارتهم السياحية في الأردن العودة الى ديارهم وتركتهم امام فريسة امام استغلال الاسعار.
وفي ظل عدم وجود فترة محددة لانتهاء الازمة فان الامل بعودة الامور الى طبيعتها هو الحل الوحيد امام معظم المجموعات السياحية الاوروبية في الأردن, حيث عمدت الشركات المنظمة لبعض الرحلات الى نقلهم الى دولة مجاورة هروبا من تكاليف الاقامة الباهظة ومستغلين في الوقت نفسه هذه الازمة لزيارة دول اخرى.
اما حول المجموعات السياحية القادمة حديثا الى المملكة ممن التقتهم العرب اليوم, فقد اجمعوا بان الامل في انتهاء الازمة قبل نهاية برنامجهم السياحي في المملكة هو ما يعولون في الوقت الحالي.
يذكر بان السياح الاروروبيين يشكلون النسبة الكبرى من مجموع السياح الاجانب القادمين الى الأردن, كما وتعتبر هذ الفترة ذروة السياحة الاوروبية وموسمها في المملكة التي تعتمد عليه بشكل كبير.
وخلال جولة لـ العرب اليوم قابلت العديد من السياح الاجانب ومن مختلف الجنسيات لمست خلالها وجود اعداد كبيرة من السياح الاجانب خاصة الاوروبيين ممن اضطروا للمكوث في فنادق عمان على امل انتهاء الازمة في اوروبا, لكن في المقابل كان للبعض الاخر خطة وبرنامج استغل من خلالها هذه الازمة في ظل توقعات تشير الى استمرارها لعدة ايام اخرى بالسفر الى الدول المجاورة, جامعا في ذلك بين مكسبين الاول تقليل التكلفة كون المبيت في الفنادق برأيهم مرتفع التكلفة والآخر زيارة دول اخرى في المنطقة.
فقد اكدت مجموعة من السياح القادمين من المملكة المتحدة خلال تواجدهم في المدرج الروماني ان برنامجهم السياحي داخل الأردن قد انتهى, وهم في الوقت الحالي لا يستطيعون العودة الى ديارهم بسبب توقف حركة الملاحة الجوية في اوروبا.
واشارت المجموعة انهم في الوقت الحالي يقومون بدفع تكلفة المبيت في الفنادق على نفقتهم الخاصة, حيث ان اسعار حجز الغرف الفندقية مرتفعة وتقديم وجبات الافطار ايضا اصبحت على نفقة السائح, الامر الذي قد لا يستطيعون تحمله لفترة طويلة, خاصة ممن يبيتون في فنادق 5 نجوم التي تكون فيها اسعار الخدمات مرتفعة جدا, مشيرين انهم حاليا يقضون جل اوقاتهم خارج الفنادق في محاولة لتقليل التكاليف.
في المقابل أكدت مجموعة اخرى من السياح البريطانيين ان شركات السياحة والسفر المرتبطين معها ستعمل على نقلهم الى الدول المجاورة منها القاهرة في محاولة لاستغلال فترة تعطل حركة الطيران في اوروبا, وفي ظل تكهنات بان الازمة قد تطول الى عدة ايام.
من جهة اخرى اكدت مجموعة من السياح الفرنسيين ممن انهت برنامجهم السياحي المخصص في الأردن انهم من المفترض ان يكونوا قد عادوا ادراجهم منذ يومين لكن الازمة الحاصلة في اوروبا منعتهم من ذلك, وهم حاليا يقيمون في فنادق العاصمة عمان وعلى نفقتم الخاصة, مشيرين في الوقت نفسه ان المبالغ التي رصدوها لزياررة الأردن قد شارفت على الانتهاء, اضافة انهم قاموا قبل انتهاء فترة زيارتهم الى الأردن وقبل اندلاع الازمة الحالية بيوم بصرف أغلب اموالهم, آملين ان تنتهي الازمة وتعود حركة الملاحة الجوية للحركة من جديد بسرعة ليتمكنوا من العودة الى ديارهم واعمالهم التي تنتظرهم.
في هذه الاثناء اكدت مجموعة اخرى من السياح من الجنسية الالمانية الواصلين حديثا انم سمعوا بالازمة التي تصيب اوروبا حاليا, لكنهم حاليا يسعون الى الاستمتاع ببرامج رحلتهم السياحية في الأردن, متوقعين مع مرور الايام وقبل انتهاء برنامج زيارتهم المقررة بعشرة ايام ان تنتهي الازمة وتعود الامور الى طبيعتها.
من جهة اخرى فقد دعت جمعية وكلاء السياحة والسفر في بيان لها جميع الشركات والمكاتب بتزويد اتحاد الجمعيات السياحية بالأعداد الإحصائية وجنسيات ووجهة سفر السياح المتواجدين على الأراضي الأردنية, وكذلك إذا كان هناك أية رحلات مبرمجه مقبلة.
في هذه الاثناء علقت الملكية الأردنية امس رحلاتها الى كل من عمان- لندن- عمان, وعمان- جنيف- زيورخ- عمان, عمان- باريس عمان, عمان - ميلانو عمان.
في المقابل أكد رئيس جمعية الاردنية للسياحة الوافدة محمد سميح ان المجموعات السياحية التي قامت بالغاء رحلاتها وتاجليها قد ارتفعت خلال اليومين الماضيين, الامر الذي سبب ضغطا على المنشآت الفندقية في العاصمة عمان.
وقال ل¯العرب اليوم انه نتيجة لانتهاء البرامج السياحية المقررة لدى العديد من المجموعات السياحية الاوروبية فانهم ياتون من جميع المواقع السياحية والاثرية المنتشرة في المملكة خاصة من البترا والعقبة والبحر الميت الى عمان للاستعداد للسفر كما هو المعتاد, لذلك فانه ونتيجة لتوقف حركة الملاحة الجوية من والى العديد من الدول الاوروبية فقد اضطر العديد من السياح الى المبيت في فنادق العاصمة وهو ما سيزيد من الضغظ على المنشآت الفندقية خاصة ان فترة انتهاء هذه الازمة غير معروف لهذه اللحظة ويتوقع ان تستمر لعدة ايام, مشيرا ان العديد من المجموعات السياحية التي ستنهي برامجها في الأردن خلال هذه الفترة المقبلة ستكون خاتمة رحلاتها الى عمان وهو ما سيزيد من الاعباء الملقاة على الفنادق وتوفير الغرف الفندقية لهم.
واضاف ان تكلفة اقامة السائح في هذه الفنادق تنقسم على شقين, الاول القادمون عن طريق مكاتب السياحة والسفر العالمية حيث قررت هذه المكاتب ان تغطي تكلفة اقامة السائح ليوم واحد في احد الفنادق, اما الايام الاخرى فستكون على حساب السائح الشخصي كون ان الضرر لم يأت من الشركات بل هو ناجم عن كارثة طبيعية, حيث ان برنامجها سار بشكل سليم وما حصل من ازمة في اوروبا هو خارج عن سيطرة الشركات, في المقابل فان شركات السياحة والسفر المحلية تتصرف بشكل منفرد كل لها اسلوبها, فمنها من تحمل تكلفة مبيت السائح ليوم واحد والاخر من حملها جميعها على حساب السائح نفسه.
العرب اليوم- ياسر مهيار وفيصل التميمي -