أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
توقف هبوط الطائرات في مطار بن غوريون مؤقتا رفع حالة التأهب القصوى في إسرائيل وزير الخارجية يصل بيروت على متن طائرة مساعدات أردنية للأشقاء في لبنان الارصاد الاردنية تنشر ملخص شهر أيلول الأردن يرسل طائرة مساعدات سابعة إلى لبنان خسائر بالملايين .. مزارعين يطالبو باعادة النظر بوقف تصدير الخضار إلى إسرائيل سموتريتش: هناك أثمان لا يجوز لدولة تسعى للحياة أن تدفعها القسام: قصفنا تل أبيب محطات في الحرب الإسرائيلية على غزة خلال عام اعتبارا من الشهر المقبل .. مواعيد جديدة لدوام طلبة المدارس في الأردن ما أبرز الأحداث التي وقعت في اليوم الأول من "طوفان الأقصى"؟ صحة غزة: نحو 60% من الشهداء أطفال. إصابة فتى فلسطيني برصاص الاحتلال في مخيم قلنديا بنك ABC في الأردن يواصل دعمه لمركز البنيات للتربية الخاصة/ مركز جمعية الشابات المسلمات للتربية الخاصة القسام تقصف مواقع قوات الاحتلال بصواريخ رجوم حزب الله: واشنطن وحلفاؤها شركاء للاحتلال في عدوانه انخفاض أسعار الذهب عالميــاً الحرس الثوري الإيراني: قمة الجاهزية للرد على الأعداء خامنئي: عملية طوفان الأقصى أرجعت إسرائيل 70 سنة إلى الوراء فتح باب التسجيل لبرنامج الإقامة للأطباء المدنيين بالخدمات الطبية

حكايتي مع النسور

16-01-2013 10:16 AM

الساعة السادسة إلا خمسة عشر دقيقة الفجر لم يؤذن بعد ،ارشف ما تبقى من فنجان قهوتي اشد معطفي إلى صدري وتحت زخات من دعوات أمي أغادر البيت، فأمامي طابور طويل علي تجاوزه في مجمع الزرقاء ووقفة أخرى عند دوار المدينة الرياضية في انتظار السرفيس ومسيرة عشر دقائق أخرى حتى أصل إلى عملي.

اغرق راسي في قبة المعطف ولفحة الصوف التي رفعتها على مستوى فمي فاندفاع الهواء الساخن من فمي وحصره بين وجهي ولفحة الصوف تدفئة ذاتية مبتكرة ، لا انظر حولي فالالتفات تكلفته غالية بهذا الزمهرير وحتى لو التفت فانا غير قادر على تبين أي شيء من العتمة فالسادسة إلا ربع بالتوقيت الصيفي يعني الخامسة إلا ربع بالتوقيت الشتوي الذي أوقف رئيس الوزراء النسور العمل به.

فجأة قوة خفية تقبض على كتفي الأيمن تشدني لأخرج عن مساري قدماي تتعثران وتتشابكان فأكاد اسقط، نفس القوة الخفية تثبتني تلف جسدي لأصبح بمواجهة حائط زقاق تكسوه النتوءات ذراع تلتف حولي تثبت ذراعي الأيسر ويد تغرس طرف سكين في عنقي وصوت يطالبني بإخراج المحفظة، ظهري يلتصق بصدر صاحب الصوت اشعر بارتجافه رائحته أشبه بمحرقة للنفايات توتره الشديد يرفع من ضغط أصابعه على السكين مما أشعرني أن نصلها قد تجاوز حنجرتي، صوته يلح بغضب ونفاد صبر يهز جسدي صارخا (المحفظة).

الشلل هذا ما كنت اشعر به لعله عامل المفاجئة الخوف عدم التصديق أن هذا يحدث معي والعجز وكأن العالم أضحى فارغا من البشر إلا مني وهذه القوة الخفية التي أصبحتُ تحت سيطرتها.

زاد ارتجاف القوة الخفية حتى اخذ جسدي يرتجف معه يدفعني بعنف إلى الأمام وجهي يلتصق بالحائط نتوءاته تعبر وجنتي صارخا( المحفظة يا حيوان) نصل السكين يكاد أو انه قد أنغرز في عنقي تشويش على حواسي يزيد من شللي واستسلامي فجأة يظهر الشريط الذي يقولون عنه عندما يواجه الإنسان الموت إذا هو حقيقة فهاهي صور لكل وجوه البشر الذين عرفتهم في حياتي القصيرة ليتوقف الشريط عند وجه أمي وهي تشد شعرها منتحبة فوق جثتي وعنقي المنحورة لا أكاد اصدق إذا هذه هي نهايتي.
من بعيد اسمع صوتا( يا ابن الحرام اتركه) يتبعه صوت دوي رصاص صوت أقدام تركض بسرعة، فجأة جسدي يتحرر من تلك القوة الخفية اسقط ويرتطم راسي بشيء حاد، أخر ما اذكره ماء ساخن يتدفق على فخذي .

وجه أبي يأتي من بين الضباب رويدا رويدا تتضح الرؤية يخالطه وجه أمي أخوتي اسمع همهمات ( الحمد لله، لقد استيقظ) طبيب ممرضة ستارة بيضاء رائحة المعقم إذا أنا في المشفى، يقبلون علي لا أشاهد غير وجوههم الجميع يسألني ( كيف تشعر، هل أنت بخير) أتحسس عنقي لأجد ضمادة كبيرة حيث كان يغرز نصل سكينه، الم يسري مثل افعي في جمجمتي والخدر يلف باقي جسدي، يجلسوني في السرير يحضرون لي كوب يانسون ساخن تنعشني رائحته، رجال يعبرون الغرفة يأخذونني في أحضانهم والكثير من القبل، جارنا أبو حمد الله يقف رافعا طرف معطفه ليظهر مسدس من النوع الثقيل ثبت جرابه الجلدي الأسود بحزام سرواله، يقول مستعرضا ومتفاخرا (منذ تقاعدت من الجيش وأنا لا اغادر البيت إلا بصحبته) يرتفع صوت أبي ( بارك الله فيك يا أبو حمد الله، لولا الله وصوت الرصاص الذي أخاف اللص لكان ابني في خبر..) يصمت أبي مغالبا دموعه يرتفع صوت الرجال حامدين وشاكرين الله على نجاتي والدعاء على من كان سبب هذه المحنة، جارنا أبو ياسر يقول بحماس ( والله يا جماعة الخير لازم يتم نشر الموضوع في الصحافة حتى يعلم رئيس الوزراء النسور كم اضر بالناس قراره بإيقاف العمل التوقيت الشتوي، أولادنا وبناتنا يغادرون البيوت وسط العتمة والزعران.. هذه فرصتهم.

النسور، النسور، النسور، خالاتي وعماتي واخوالي واعمامي حتى زملائي في العمل حتى مديري عندما اتصل ليطمئن علي ، وأصدقاء الدراسة وأبناء الحارة جميعهم كانوا يهنئوني بالسلامة ثم يبدؤون أحاديثهم ليسقط اسم النسور ما بين كل كلمة وأخرى.

أغادر المشفى أعود إلى البيت استلقي في سريري وسط جرس الباب والهاتف الذي لا يتوقف أمي تدعوا قائلة ( يا رب كثر لمحبين، والله يوم العيد لا يحضر إلى بيتنا هذا العدد من الناس الذين حضروا ليطمئنوا عليك) وجميعهم لا يتوقفون عن الدعاء لي والدعاء على النسور.

لحظة هدوء الغرفة فارغة أتحسس الضمادة على عنقي التي كانت ستجز مثل عنق خاروف، يفتح الباب يطل رأس ابن أخي الصغير يقبل علي يحطنني بحب صادق ككل الأطفال يجلس بجانبي على السرير ويسألني ببراءة

_ عمي من هو النسور ؟
_ ابتسم وأنا أساله ، لماذا تسأل؟
_ اسمع الجميع يرددون اسمه حتى جدي اقسم انه كان سيجبر النسور على دفع ديتك لو مت.

_ اقتربت منه وهمست، النسور يا حبيبي هو رئيس الوزراء
- فتح عيناه على وسعهما ورفع حاجبيه من الدهشة وهو يقول، رئيس الوزراء كان يريد سرقة محفظتك، لماذا ألا يعطونه راتب!!
أعدت راسي إلى الخلف وأنا انفجر ضاحكا.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع