زاد الاردن الاخباري -
اكدت الجالية المسلمة في سويسرا استعدادها للتحرك ضد قرار حظر المآذن الذي اتخذ اخيرا في سويسرا .
وقال مدير المعهد الجامعي للعلوم التجارية في جنيف الأردني الدكتور محمد أمين أبو الرب ان الجالية المسلمة أمامها عدة حلول تفرضها الحياة الديمقراطية في سويسرا بحيث تتقدم هذه الجالية أو أي جهة مسلمة لبناء مسجد بمئذنته ، وحينما ترفض السلطات السويسرية منح رخصة تستطيع الجالية ان تتوجه إلى المحكمة الأوروبية في ستراسبوغ ، وتتقدم بشكوى تتعلق بممارسة نوع من أنواع التمييز الديني ضد المسلمين وهو ما يتنافى مع القوانين والأنظمة السويسرية التي تضمن حرية المعتقد وممارسة الشعائر الدينية .
واضاف لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) : وإذا ما قررت المحكمة الاوروبية رفض المشروع ستكتب الحكومة السويسرية ذلك إلى المحكمة الفيدرالية العليا وهي أعلى سلطة قضائية في سويسرا وتطلب من كل الجمهوريات السويسرية البالغ عددها 23 جمهورية ان تسمح ببناء المآذن .
وقال أبو الرب ان امام الجالية المسلمة حلا آخر وهو أن تنتظر فترة زمنية محددة تصل ما بين اربع إلى خمس سنوات، بحيث تستطيع هذه الجالية والمتحالفون معها من الأحزاب التقدمية التقدم بمشروع بناء المآذن أسوة بأجراس الكنائس بالنسبة للمسيحيين وفي حال التصويت الشعبي بنسبة أكثر من 50 بالمئة يتم السماح ببناء المآذن .
واضاف ان الدول العربية والإسلامية تستطيع أيضا ، الاتصال بسويسرا لتقديم اقتراح بسن قانون استثنائي يبيح بناء المآذن .
وقال ان السلطات السويسرية تعتمد في الحكم على الديمقراطية المباشرة التي تستمد قوانينها من الشعب نفسه وليس من الحكومة , فالشعب هو السلطة التشريعية الذي يقرر اي توجهات في الدولة .
واستعاد بداية المشكلة عندما تقدم حزب الشعب اليميني باقتراح يحظر بناء مآذن جديدة في سويسرا سرعان ما تحول إلى مشروع استفتاء شعبي عام ، حيث جمع أنصار حظر المآذن التواقيع المطلوبة لتحويله إلى استفتاء عام وحشد مناهضو المآذن وعبأوا الرأي العام ضد بناء مآذن جديدة وتمت الموافقة بنسبة 5ر57 بالمئة وهذا يعني ان 5ر42 بالمئة لا تعارض بناء المآذن .
وقال ان الذين صوتوا ضد بناء المآذن ليس في مدنهم مساجد إسلامية أو مراكز ثقافية إسلامية في حين أن المدن الكبيرة التي فيها مساجد مثل جنيف ونيوشاتل ولوزان صوتوا لصالح المآذن وهذا يدل على أن الجالية الإسلامية استطاعت أن تندمج مع المجتمع السويسري دون أن تذوب فيه وان المسلمين قادرون على إدارة الحوار بين الأديان والثقافات المختلفة وان الحوار كان دائما متصلا .
وأشار إلى أن وفدا من الحزبين الاشتراكي والخضر من أنصار البيئة التقى مسلمين في مسجد جنيف والقى كلمات عبرت عن التعاطف معهم ومساندتهم لإسقاط مشروع الاستفتاء لأنه يتهدد بمخاطر ضد المسلمين وخاصة في حالة فوز اليمين المتطرف .
كانت سويسرا تضم خمسة ألاف مسلم في سنة 1960 أما ألان فعددهم يزيد على اربعمئة الف مسلم , وتمارس الجالية المسلمة شعائرها الدينية بحرية حتى انه في بعض الايام يصل عدد المصلين في مسجد جنيف إلى خمسة الاف شخص , ويأتي إلى مساجد سويسرا علماء مسلمون من الأزهر والمملكة العربية السعودية ويبقون في المساجد طيلة شهر رمضان المبارك ويعطون دروسا في التفسير .
ويوجد في جنيف اربعة مساجد , وقد بنى المسجد الكبير جلالة الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز ال سعود بكلفة 15 مليون دولار واشترى خمسين شقة وقف من ريعها يمول المسجد ويصرف عليه .
بترا