زاد الاردن الاخباري -
في خيمة رثة، تعيش السبعينية حمدة السعد وحيدة، وفيها تتشكلُ يوميات "أم أمل" منذ عشرين عاما، فالخيمة المتداعية دائما، التي لا تتجاوز مساحتها بضعة أمتار، شاهدة بتفاصيلها القليلة على مأساة امرأة عاكسها الزمان كثيرا.
تروي "أم أمل" معاناتها التي اجترتها بـ"كثير من الجروح والإهانات"، وفق تعبيرها، فبعد أنْ تزوجت تركها زوجها بعد عامين وبين أحشائها طفلة رأت النور من دون أن ترى والدها الذي تركها تقاسم الضنك مع والدتها.
تنقلت حمدة من مكان إلى آخر بحثا عن الدفء والأمان لابنتها التي كان عمرها لا يتجاوز بضعة أشهر، إلى أن وجدت في الخيمة بعض الأمان الذي توفره البيوت عادة لسكانها.
تقف "أم أمل" وسط خيمتها مرتجفة من البرد لعدم وجود أي وسيلة تدفئة تقيها من الأمراض المزمنة، التي تتفاقم مع دخول فصل الشتاء، حيث تعاني وفق تقارير طبية بحوزتها من العديد من الأمراض كالسكري والضغط والقلب، وألم في المفاصل.
ومع حلول الشتاء يزداد وضع خيمة أم أمل بؤسا، حيث تلجأ إلى توزيع "الطنجرة" الوحيدة والصحون التي بحوزتها على زوايا الخيمة لجمع مياه الأمطار التي تدخل عبر فتحات الخيمة الرثة.
وتعتمد حمدة السعد على "أهل الخير" بين الفينة والأخرى لمساعدتها في تأمين قوتها اليومي، بعد تدني المعونة التي تتقاضاه من التنمية الاجتماعية، حيث تتقاضى راتبا من صندوق المعونة الوطنية في لواء الغور الشمالي مقداره 60 دينارا، مؤكدة أنه لا يكفي سدَّ متطلباتها من علاجات وأجرة تنقل من وإلى المستشفيات الأخرى لمتابعة وضعها الصحي.
وتحلم "أم أمل" أن تسكن في منزل يحميها من برد الشتاء وحر الصيف، وأن تقوم وزارة التنمية الاجتماعية برفع سقف المعونة إلى 100 دينار، لتعينها على مصاعب الحياة.
الغد