ماتزال مقابلة " الزعيم " الطحاوي على قناة بي بي سي في متناول يد الجميع ومن خلال العودة لأرشيف القناة ، هي محاولة لقراءة الفكر السياسي لهذا الرجل والتي يخرج منها بمفهوم واحد فقط لاغير أن هذا الرجل لايؤمن بأي مفهوم مدني للحياة البشرية ، ولايؤمن بأن الديموقراطية هي الباب لحكم الشعب للشعب ، ويضع " حكم الله " هو الأساس ويلغي نظام الشورى في الدولة الاسلامية ، وفي نفس الوقت يحدد هذا الرجل علاقة تنظيمه مع الأنظمة السياسية الحالية على قاعدة أنها أنظمة غير شرعية ولايحق لها أن تحكم ؟ .
وفي نفس الوقت يعلن وللملأ وأمام الاشهاد أنه إستطاع أن يرسل أكثر من ثلاثمائة مواطن أردني للقتال في سوريا ، وكل يوم نسمعه يصرح وبكل وقاحة أن من بين هؤلاء الشباب من قتل على حاجز ( حالة تفجير ) أو عملية إستشهادية هنا أو هناك ، وعند قراءة بقية الخبر عن مقتل هذا المواطن الأردني أو ذاك تجد أنهم تركوا خلفهم نساء وأطفال صغار ، ويتم فتح بيوت عزاء ( عرس الشهيد ) لهم ويذكر التاريخ النظالي لكل واحد مهم من باب أن يعرف الناس أن هناك من يموت من أجل وطن أخر .
وهذا الأمر يجعلني أتسأل عن طبيعة العلاقة ما بين الأجهزة الأمنية في الأردن وبين هذا الرجل وتنظيمه ؟ هل هي علاقة مصالح تقوم على أساس الحرص على وجود هذا الرجل كورقة في يدها للتعرف على طبيعة وخلايا هذا التنظيم في الأردن والحدود التي يمكن له بها الحركة ؟ وفي نفس الوقت على قدرة هذا التنظيم على إثارة الشارع الأردني في وقت ما من الأوقات ؟ ويبقى سر هذه العلاقة غير معروف لغاية في نفس الدولة فقط .
ورغم ما سبق فأنه لايحق لرجل من أمثال الطحاوي أن يقود أنبائنا للموت خارج حدود الوطن ومن باب " مشكوك فيه " الجهاد ؟ ألم يحن الوقت لإيقاف هذا الرجل عن أرسال أبنائنا إلى غياهب الموت دون سبب واضح ومنطقي وقد وصل عددهم إلى 23 شاب أردني قتل في معركة السوريين مع نظامهم السياسي ؟ .