براءة هي تلك الطفلة التي داهمنا الأستاذ محمد الوكيل صبيحة يوم 19 من نيسان بقصة صبرها الذي اقترب من صبر أيوب عليه السلام على الابتلاء ، وكفاحها الذي تجاوز حدود اليأس ، بل التأمل والإيمان المطلق بقدرة الخالق \" عز وجل \" ، وهو سبحانه وتعالى القادر والشافي مما أصابها من ابتلاء إثر الحادث الذي جمد نصفها السفلي عن الحراك ، ولم تكن تتجاوز حينها سن الثانية من العمر ..!!
استطاعت \" براءة \" من قلب موازين الأوجاع والتأوهات \" فتحمد الله \" تارةً و \" تشكره سبحانه وتعالى \" تارة أخرى .. وهذا كان هو سر صمودها على ما أصابها من أيدي الغدر ، فغرست نبتة الأمل في نفسها ، لتنمو معها عبر ظلمة السنين العجاف التي لا ترحم .. وتعايشت معه وقاومت \" العجز \" بدرجة عالية من \" التفوق الدراسي \" ، مع ترسيخ الطموح في مكنونها في الحصول على مراتب متقدمة من درجات العلم العليا ..!!
استطاع والد \" براءة \" صاحب \" بسطة ملابس متنقلة \" وعائلته المكونة من عشرة أفراد ، مجاراة الحال وكبت الشعور بالعوز للغير طيلة ستة عشر عاماً وهو عمر \" براءة \" الآن ، وأنفق الوالد ما استطاع إليه سبيلاً من أجل علاج ابنته التي طلت علينا اليوم عبر أثير \" محمد الوكيل \" بصوتها الواثق والغير مستجدي إلاّ لله الواحد القهار في شفائها ، فأبكت وفجرت منبع الدمع في مقل العيون ، وجعلتنا ننحني لصبرها وفخراً بإيمانها الذي دأبت على ترسيخه في ذاتها بقولها مراراً وتكراراً \" الحمد لله والشكر لله \" ولا يحمد على مكروه سواه \" سبحانه وتعالى \" ..!!
نحن نعلم أن الضمير الأردني قليلاً ما يغفوا عن هكذا مواقف إنسانية ، فنحن بفطرتنا توّاقون دائماً لنجدة المستغيث ، وهذا ما كان من إدارة مستشفى التخصصي التي \" تستحق الثناء \" ، حيث أخذت على عاتقها تحمل نصف تكاليف علاج \" براءة \" من التقرحات التي أصابت أجزاء من جسدها الساكن عن الحراك .. والتي ندعُ الله جلت قدرته أن يلهم القائمين على علاجها بصيرةً تمكنهم من كشف دواءٍ لدائها ، وللخيرين من أبناء هذا الوطن المعطاء الذين منَّ الله عليهم أن يجودوا بما جاد الله عليهم ، والوفاء لهذا الوطن وقيادته الهاشمية التي نتفيأ بظلها ، لما أفنوه من أجل سلامة الأردن وأبناءه ..!!
ومن مفهوم \" من لا يشكر الناس لا يشكر الله \" .. الشكر الموصول أولاً لوالد \" براءة \" وعائلته جميعاً على جميل صبرهم وكفاحهم وتفانيهم في علاج \" براءة \" .. ولموقع \" زاد الأردن \" لسبقه في الوصول إلى أوجاع الناس خلف كواليس الحياة .. ولصاحب الفضل بعد الله تعالى \" الإعلامي الإنسان الأستاذ محمد الوكيل \" الذي أبكاني مرتين بعنفوان ، الأولى عندما ألقى أحد الرسائل في عيد \" الأم \" وعبر أثيره جهش بالبكاء ، والثانية لقصة \" براءة \" التي أدعُ الله لها البراءة مما حل ببراءة طفولتها ..!!
م . سالم أحمد عكور akoursalem@yahoo.com