كم كانت الفاجعة مؤلمة وكم كان المصاب جلل
خبراً تلقيته كان وقعه أليم ونبأه عظيم, لم اعد قادراً على أن اصدق ما قيل, لكن هي إرادة الله وقدره, كيف يكون ذلك, رجلاً كان لكل فضيلة عنوان كل من عرفه تعلق به يدخل القلوب دون استئذان, كان كله خير كان صديقاً للجميع كيف يقتل بدم بارد, كيف تمتد لك يد الغدر وأنت لا تستحق إلا أن تكن حبيباً لأن معدنك كله طيب, أنت من كنت الصديق الصدوق لكل من عرفك كنت مثالاً للرجولة والحكمة كنت رجل الأمن الذي يكون للمواطن لا عليه, سداد الرأي لك من جانب, أينما تكن يلتف حولك الجميع لأنهم أحبوك ولأنك تستحق.
عادت بي السنين واللوعة تقطع كبدي لسنين خلت أيام أن كنا زملاء في الجامعة الأردنية وكنا على مقاعد الدراسة ما بين عامي 1981م-1985م كنت من يلتقي عندك الجميع لأنك كنت مثالاً للزمالة بحقها كنت من تقرب وجهات النظر لمن يختلفون, أمضيت وإياك وزملاء آخرين أيام لا تمحى من الذاكرة لأنها جميلة ولأنك كنت فيها, يا من كنت العون والسند يا من لم تفارقك البشاشة لأنك كنت لها عنواناً, وتخرجنا سوية وانتقلنا لجهاز الأمن العام مصنع الرجال وأنت منهم أعطيت تلك الكلمة حقها احبك القاصي قبل الداني وأحبك الصديق قبل الصديق لأنه لم يكن لك عدو, أكثر من 24 عاماً وكانت صداقتك تزداد كل يومٍ عن ذي قبله, كانت نبراساً يهتدي به الغير.
كان وقع الصدمة علي ثقيل, انعقد اللسان وجفت الدموع في المآقي من مثلك من يفتقد أنت من يبكيك الصناديد وينتحب لأجلك الحرائر, أنت من ادمي القلب وانكسر الظهر لفقدانك, فكيف بي أن أنسى أياماً عرفتك بها علقت بالذاكرة ولن تمحوها تصاريف الدهر, تبعثرت الكلمات وما اهتديت لأن ألملمها, كيف لي أن أفيك حقك وأنت من كنت عنوان له.
أخي وقرة عيني وقبل أن يحتضنك مثواك فما قدرت أن أقول غير: المني مصابك كما الم كل من عرفك, عدت غير قادراً على أن أتحامل على قدمي, لجم لساني ما عدت اعرف ما أقول ما أنت أهلا له, ارتجفت الأيادي فعجزت أن تختط ما يفيك حقك, لكن هو قضاء الله وقدره أن نفجع بك.
ولا نملك إلا أن نقول لك الرحمة أيها الحبيب , ونضرع للباري في علاه أن تكن الجنة مثواك وان ينزل عليك شأبيب رحمته وان يغسلك من الخطايا كما يغسل الثوب الأبيض مما علق به,وان يلهمنا نحن من ثكلنا بك وآلك الصبر والسلوان وحسن العزاء وإن لله وإنا إليه راجعون