ان تكون لص أهون من ـأن تكون مواطن شريف ، جملة قالها أحد المواطنين بعد حديث طويل عن الفساد سواء المالي و السياسي في البلد ، وكان يتحدث وهو يعطي أمثلة من أرض الواقع ويقدم معلومات إستقاها من الاخبار التي تنتشر كالنار في الهشيم عبر المواقع الالكترونية وبقية وسائل الاعلام ، وقد ذهبت جميع محاولاتي لتغيير رأيه في الهواء رغم إستنادي أنا كذلك على حقائق تمثلت بتصريحات مسؤولين ورجال دولة .
كان حوارنا يشبه حوار الطرشان هو متمسك بمقولته وأنا أحاول إقناع نفسي بأن هناك عرق أخضر في أشارة الوطن الحمراء عندما قطعتها للوصول للحقيقة من وراء قناعة هذا المواطن ؟، وللخروج من زاوية " اليَّك" التي وضعني بها هذا المواطن عند طرحه لمثال خروج رجل اعمال من السجن بعد عقوبة لمدة ثلاث سنوات أجبته أن اسمه سيبقى ملوث وسجله أسود ولن تغسله كل نقود الدنيا ، أجابني بجملة واحد " شيئان لايعلم بهما الناس زنى الغني وموت الفقير " ، أعاد هذا المواطن لرأسي صمته وللساني عدم القدرة على إكمال النقاش معه .
وعند مغادرتي لمكانه وأنا أدير له ظهري قال .. إستاذ فكر في زنى الغني وموت الفقير وقصة نوابنا الذين إشتروا الاصوات لوصولهم للمجلس هل ينطبق عليهم هذا المثل أم هناك أمثال أخرى ؟ غادرته وأنا عازم على البحث عن الامثال التي تنطبق على وضع نواب الوطن ممن خرجوا من خلف القضبان لقبة البرلمان ؟ .