على طريق اصلاح اوضاعنا، وتصليب اقتصادنا واشاعة الاستقرار السياسي في بلدنا.. فإن علينا أن نجيب وبوضوح وصراحة:. - أي أردن نريد؟!. - أي أردني نريد؟!. فدون خلق اجماع وطني على قواسم مشتركة، في الاجابة عن السؤالين الاساس، فإننا سنبقى نعيش على عناوين، كالشفافية في الحكم، ومكافحة الفساد والقضاء على الفقر والبطالة.. وغيرها من العناوين المفرغة من برنامج سياسي واقعي.. في بلدنا هناك محافظون سياسيون يجدون في ضعف التيار العروبي فرصة مناسبة لعزل الاردن كليا عن محيطه، والانصراف الى العمل والبناء، وعدم الاهتمام بالاحداث التي تدور حولنا في المحيط العربي. ذلك أن علينا أن نشارك في أي اجماع عربي في القضايا القومية. أما دون اجماع فإننا نحمل أنفسنا اعباء لا طاقة لنا بها!!. وفي بلدنا هناك عروبيون واسلامويون يريدون الاردن موقع حشد ورباط من اجل حرب تحرير فلسطين.. فهو يمكن أن يكون هانوي العرب، ويمكن أن يبدأ من حيث بدأ صلاح الدين الايوبي، دون عمل قومي عربي موحد ودون تضامن اسلامي. وهذا يعيدنا الى تحميل الاردن ما لا طاقة له به. ولنتذكر الاعوام 68، 69 و1970 حين كان الاردن كل هذا، والانتهاء الى شعار كل السلطة للمقاومة.. وكلنا نعرف أن المقاومة لم تكن واحدة، ولا اثنتين ولا ثلاثة وانما 17 فصيلا لكل فصيل مكمنه ومموله ومسلحه.. خارج الاردن!!. لقد حاول الحسين رحمه الله بعد اطلاق الحريات واجراء الانتخابات عام 1989، جمع ممثلين من كل الاطياف، لوضع ميثاق وطني.. دعمه بمؤتمر واسع ضم آلاف الاردنيين الذين تبنوا بصوت عال هذا الميثاق الذي حاول الاجابة عن السؤالين: أي أردن نريد؟ أي أردني نريد؟!. لقد حملت حكومة الرفاعي نفسها الكثير، وقد تحتاج اذا بدأت برنامجها الى اكثر من عشر سنوات عمل جاد. وهذا أمل لا نحب أن يكون أكبر من الطاقة لأنه يؤدي الى اليأس والاحباط!!.