بقلم: الداعي بالخير صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
أطلت علينا إحدى الصحف الأسبوعية الأردنية بموضوع طريف ، وهو : ( 62%) من الشعب الأردني مصابون بالعجز الجنسي ، وأحالوا الأسباب إلى قضايا كثيرة ، بعضها صحيح ، وبعضها غير مقنع ، وبعضها لم يخطر على بال أحد مع أنه هو السبب ، ولدي البراهين من الحكايات الواقعية ........!!
قالوا أن السكري سبب ، وأنا أقول معهم من واقع التجربة ، حيث أني ولله الحمد مصاب بهذا المرض الحقير اللئيم ، الأشبه بالإنجليز الذي يقتلك وهو يضحك معك ويمازحك ، والسكري يقتلك بالحلويات الرائعة ، والأكلات الشهية ، ويذكرك بالأعرابي الذي أكل ظبيا مشويا ، وشرب زقا من الخمر ونام في الشمس ، فمات شبعانا رويانا دفيانا ، فحسدوه على تلك الميتة ، مع أنه لم يذهب إلى أوروبا ليتنزه ، ولكنه مات إلى الجحيم سيما أنه مات وهو مكتظ بزق من الخمر !!
على أية حال ، فالميتة اللذيذة التي قضاها الإعرابي أخف وطأة من السكري الذي يفتح شهيتك للطعام والشراهة و(الوذافة وكبر البطن ودناوة النفس) أمام أصناف الطعام ويجعلك مثل طفل ، أو امرأة وحمى ، إلا أن المرأة تتوحم لأيام أو أسبوع ، ولكن وحام السكري إلى أن يقضي على مريضه ابتداء من العجز الجنسي وإسقاط هيبة الرجل أمام زوجته ، لأن السبب الرئيسي لاحترامه قد سقط عندما صار عدم المؤاخذة (مثله مثلها ) ، إلى الأمراض الأخرى التي يفرزها من النظر والعمى والفشل الكلوي وبتر الأعضاء ، فأين لؤمه وحقارته من شهامة الضغط الذي يضرب الدماغ فيصدّر مصابه إلى المقبرة مع أول نرفزة أو غضب ........!!!!
المهم حتى لا نبتعد عن الموضوع كثيرا ، وحتى لا نخرج عن روحه ، فأسباب العجز الجنسي كثيرة ومن أهمها ألهموم ومشاكل الحياة ومتطلباتها ..... وما إلى ذلك !!
تقول إحدى الحكايات أن حطابا كان يجاور تاجرا ، وكانت زوجة الحطاب تستعير كل صباح من زوجة التاجر (أللكن ) ، وهو طست من المعدن كان يجلس فيه الذي يريد أن يغتسل حتى لا يسيل الماء على الأرض ، لن الأرضية كانت من الطين والشيد ، وسيلان الماء عليها معناه الوحل ، وبعد ذلك تقوم بكب الماء أمام الدار دليلا على فحولة الرجل تلك الليلة ...!!
وكانت زوجة التاجر التي كانت تعيش في بحبوحة من العيش ومن العز وأكل الرز ، ولكنها كانت تعاني من إهمال الزوج وقلة حيلته بالواجبات الزوجية ، وسألت زوجة الحطاب :
- عزا في دار عدوينك إنتِ بتوخذي ها للكن عَ الفاضي ولاّ ع المليان ؟؟!!
- لأ يا ختي .... شو عَ الفاضي ؟؟ عَ المليان ونص !!
- طيب يا مسخمه ما انتوا مش لاقيين اللظى (أي أقل الطعام ) !!
وذهبت زوجة التاجر إلى زوجها وأخبرته عن الواقعة فضحك ساخرا من سخافة عقلها وقال لها :
- هذا جارنا مخه فاضي ، ومش ملاقي إشي ينشغل فيه !! ، فقالت بحسرة :
- لا والله ما هو غير قُصُر ذيل يا أزعر (أي لأنك لا تستطيع فعل مثله )، فقال لها :
- إعزميه هو ومرته يسهروا عِنّا ورح تشوفي !!!
وبالفعل دعتهما للسهرة على عشاء فاخر وفاكهة طيبة ، وسأل التاجر جاره الحطاب عن عمله فقال :
- والله يا جار بنسرح الصبح ، وبنقطع لنا شوية حطب ، بنبيعهن ، بنشتري خبزات , وكل يوم بيجي رزقه معه ، والحمد لله رب العالمين ...!!
- طيب شو رايك تشتغل بالتجاره ؟؟
- بالتجاره ؟ ومنين نجيب راس مال ؟
- أنا بعطيك خمس ليرات (كانت تشتري دونم أرض ) !!
- وهكذا أعطاه خمسة دنانير ، اشترى بها بيضا وصار يبيع ، وعندما يعود مساء يجلس ويحسب ويعد حتى يأخذه النعاس فينام ....!!
ولما تكررت العملية أياما ولم تطلب أللكن ولم يندلق الماء أمام الدار ، سألت زوجة التاجر زوجة الحطاب عن السبب ، فلجّت بالدعاء على التاجر الذي أفسد عليها زوجها ؛فقد كانت تعيش معه بفقر وهدوء البال ، فبقي الفقر وراح هدوء البال ....!!!
وهكذا يأتي عدم استعمال الشيء فيؤدي إلى فساده وخرابه ، ويدخل الحطاب إلى قائمة العجز الجنسي ، مثلما أدخلني السكري (الله لا يوطرزله ولا يوفقه ) في القائمة ، إضافة إلى أسماء كثيرة لا تحصى ولا تعد أبرزها في الأردن الفقر وتدني الدخل والغلاء الفاحش ، وعدم مقدرة المواطن على تلبية حاجياته الأساسية .... !!
وبما أننا في الأردن يعد الشباب الأغلبية ، والشباب لا أعتقد أنهم يعانون من المشكلة لأنهم غير متزوجين بعد ، فالإحصائية علينا نحن الكهول ، وبالمناسبة لقب كهل يستحقه كل من بلغ الثلاثين، وذلك لأن الله سبحانه تبارك وتعالى خاطب سيدنا عيسى بن مريم عليه السلام وقال ( وكهلا) ، وهو لم يتجاوز الثالثة والثلاثين ...!!
وهناك أسباب كثيرة أخرى لا يتسع المجال لسردها ولكنها لا تغيب عن بالكم سيداتي وسادتي والٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍسلاااااااااااااااااااااااااااااااااااام ختاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام .....!!!