زاد الاردن الاخباري -
يدير اللاجئ السوري عبدالرؤوف علي، صالونا للحلاقة في مخيم الزعتري للاجئين السوريين، بإمكانات متواضعة استصلحها من مخلفات المساعدات، حيث بدأ باستخدام مواد أولية كانت في طريقها إلى مكب النفايات مثل الكراتين الورقية، والبلاستيك الخاص بالتغليف، وبقايا أثاث.
استغل عبدالرؤوف، حرفته الأصلية كحلاق حيث كان لديه صالون "مشهور" في مدينة درعا على مدى 25 عاما، ليقوم بخدمة أبناء بلده في مخيم الزعتري وتقديم الخدمة لهم، بعد أن اضطر للخروج من مدينته إثر اشتداد القتال بين الجيش النظامي وقوات المعارضة، مما دفعه إلى الفرار للأردن منذ 3 أشهر، مع زوجته وأطفاله الستة، فتم تحويلهم جميعا إلى مخيم الزعتري للإقامة هناك.
رفض عبدالرؤوف البقاء حبيس الفراش في المخيم والحصول على وجبات الطعام في موعدها كالأطفال، ليبادر الى افتتاح صالون صغير داخل مجتمع اللاجئين، إذ يقول "وجدت نفسي في ظروف صعبة ومعقدة، بعيدا عن دياري ومحروم من مصدر رزقي فقررت ممارسة العمل الذي كنت أمارسه في بلدي قبل لجوئي إلى الأردن وهو الحلاقة".
افتتاح محل للحلاقة في مخيم للاجئين كانت "فكرة في رأسي، لكن إخراجها إلى حيز الوجود كان يتطلب وجود مستلزمات وتأثيث المكان في المخيم الذي لا يوجد فيه حيز مناسب للصالون"، فقررت إنشاءه بنفسي من مخلفات المساعدات التي توزع على اللاجئين"، كما يقول.
ولم يجد عبدالرؤوف صعوبة في اختيار موقع الصالون وتحديد مساحته، ليشرع بعدها في بنائه من الأخشاب وصفيح "الزينكو" حيث أمضى أسبوعين إلى أن انتهى من وضع سقف وجدران لصالونه، وما أن انتهى حتى بدأ بعملية تصنيع كراسي الحلاقة وكراسي الانتظار والفاترينة التي سيقوم بتعليق المرآة عليها ووضع مستلزمات الحلاقة فيها.
ويقول "اهتديت إلى صناعة الكراسي من بقايا الأخشاب التي كنت أحصل عليها من أماكن تجميع النفايات، فصنعت كراسي خشبية، ومن ثم قمت بتلبيسها باستخدام فرشات الإسفنج التالفة أو الزائدة عن حاجة بعض اللاجئين، ووضعت لها وجه تنجيد من بقايا قماش الخيم والأغطية البلاستيكية التي تستخدم لتغليف المساعدات حتى حصلت على كراسي مريحة وشكلها مقبول".
بعد 70 يوما من العمل المتواصل خرج صالون الزعتري الذي يضم ثلاثة كراسي للحلاقة إلى حيز الوجود، ولم يكن ينقصه سوى معدات الحلاقة من أمشاط ومقصات وماكنات حلاقة يدوية وكهربائية، فقام الحلاق عبدالرؤوف بشرائها من مدينة المفرق، حيث أنفق كل ما يملكه من مال ليبدأ في اليوم التالي باستقبال زبائنه من اللاجئين وحتى بعض العاملين في المخيم.
في صباح اليوم التالي كان عبدالرؤوف على موعد مع أول زبائنه، فبعد أن أكمل الزبون زينته سأله عن الأجرة، وهو أمر لم يكن عبدالرؤوف قد قرره بعد، فقال له اليوم مجاني وفي المرة المقبلة الأجرة 100 ليرة سورية أو ما يعادلها بالدينار الأردني ومجانا لمن لا يملك أجرة الحلاقة.
يستقبل عبدالرؤوف يوميا 10 زبائن معظمهم من اللاجئين إضافة إلى بعض العاملين في المخيم من موظفي الإغاثة ويتبادل معهم أطراف الحديث حول الحياة في سورية وأمنيات العودة إليها، لكنه إلى حين ذلك يتمنى أن تمنحه الجهات المشرفة على المخيم كرافانا لتحويله إلى صالون بدلا من بيت الصفيح.
يبلغ عدد اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري زهاء 84 ألفا، ما دفع بالجهات المشرفة إلى وضع خطة مع الجهات المختصة لتوسعة مخيم الزعتري لاستقبال 30 ألفا زيادة عن العدد المخصص.
الغد