زاد الاردن الاخباري -
اهتمت صحيفة الجارديان البريطانية بالتعليق على ظاهرة توريث الحكم فى بلدان شمال أفريقيا، وتحدثت الصحيفة، فى تقرير كتبه ولفرام ليشر، عن الاستعدادات التى تشهدها كل من مصر وليبيا وتونس والجزائر لنقل الحكم إلى أحد أفراد عائلة الرئيس، سواء كان الابن أو الأخ، كما هو الحال فى الجزائر. وعن الأوضاع فى مصر، تقول الصحيفة إن الاستعدادات للتوريث تبدو أكثر وضوحاً، ففيما ينفى جمال وكبار الشخصيات الأخرى "بعناد" أى طموحات لهم فى الرئاسة، فإنه وفى الوقت نفسه، تم خلق الحيز المناسب لجمال لبناء الصورة العامة من خلال دوره البارز فى الحزب الحاكم، وتم وضع إطار دستورى يسمح له بانتخابه فى انتخابات تعددية، ومن ثم فإنه وفر الواجهة الشرعية له. ويمضى الكاتب فى القول إن هناك مشكلة أخرى تخص العلاقات العامة تثير القلق بشأن المصالح الاقتصادية، فجمال مبارك سيكون فى حاجة إلى مواجهة التصور المنتشر على نطاق واسع بأن مصالحه تتماشى مع مصالح الحلفاء المقربين له من بين صفوة رجال الأعمال، خاصة أحمد عز. وقد سعى جمال لتبديد هذا التصور من قبل. وخلص الكاتب فى النهاية إلى أن العقبات التى تقف فى طريق وصول جمال مبارك إلى السلطة ليست كثيرة. وقال الكاتب فى تقريره إن الدور الذى قام به سيف الإسلام ابن الرئيس الليبى معمر القذافى فى تأمين إطلاق سراح المدان فى قضية تفجير طائرة لوكيربى، عبد الباسط المقرحى، ومصاحبة جمال مبارك لوالده فى الزيارة التى قام بها إلى الولايات المتحدة، يشيران إلى أن التوريث فى طريقه للحدوث فى كلا البلدين. ولا يقتصر الأمر عليهما فقط، فالرئيسان التونسى زين العابدين بن على والجزائرى عبد العزيز بوتفليقة هما من بين أكبر الرؤساء فى العالم والأطول بقاءً فى الحكم. وهؤلاء الرؤساء الأربعة يواجهون مشكلة التوريث الحساسة وتزداد التكهنات من حين إلى آخر بالمحاولات الممكنة لإبقاء السلطة فى الأسرة. كما أصبح هذا الحل شائعاً للغاية،على حد قول الكاتب، من أسرة علييف فى أذربيجان إلى أسرة كيم يونج إل فى كوريا الشمالية وحتى أسرة الأسد فى سوريا. مضيفا: توريث الحكم داخل الأسرة سيحمى المصالح المباشرة لهذه الأسرة الحاكمة إلى جانب مصالح النخبة السياسية والاقتصادية الأوسع. لكن احتمال حدوث التوريث فى شمال أفريقيا هو أمر لافت للنظر بشدة. فالرؤساء الأربعة جعلوا أنفسهم، وبدرجات متفاوتة، هياكل مركزية للسلطة مبهمة للغاية. فكل شىء فى هذه البلاد يعتمد على الشخص والعائلة بدلاً من المكتب. وحتى الآن، وعلى الرغم من أن هذه القيادات السلطوية لها قبضة قوية على السلطة، فإن المشكلة تتلخص فى التغلب على المقاومة الممكنة سواء من النخبة أوالجماهير، والتى يمكن أن تعرقل عملية التسليم أو تقوض سلطة الوريث. ويرى الكاتب أن التعامل مع مصالح النخبة يتطلب براعة. فالفرص التجارية المربحة يمكن أن يتم تخصيصها لتهدئة الخصوم السياسيين للوريث، أو تجريد المعترضين من ممتلكاتهم وطردهم من مواقع النفوذ على سبيل المثال. اليوم السابع