ادوات واساليب مواجهة التغير الاجتماعي السريع
لقد وعدت الاخوه القراءه في مقالتي السابقه بان اتعرض للوسائل والاساليب الحديثه للتنشئيه الاجتماعيه والتى تمكن الجيل من بناء شخصيه سليمه قادره على التعامل مع المعطيات الديثه والتى تستطيع ان تواجه التغيرات الاجتماعيه السريعه في المجتمع خاصه واننا نعيش ثوره في مجالات مختلفه من مناحي الحياه واعصار شديد يكاد يهز كل البناء والنسيج الاجتماعي الذي اذا لم نواكبه ونطور الياتنا معه باستمرار في المجالات المختلفه واهم المجال التربوي والاجتماعي والاسري والا سنقع في مجموعه من الارهصات النفسيه والمشكلات الاجتماعيه والاسره التى ستدمر الاسره كبناء اجتماعي والافراد كادوات انتاج وتطوير ولا بد هنا من التوقف عند وسائل واساليب التنشئيه الاجتماعيه السابقه والحاليه ثم نصل الى الادوات التى تمكننا معا من الخروج من مازق او الازمه التربويه واليحياتيه التى غدت تشكلضغط نفسي واجتماعي هائل على عناصر المجتمع وبناءه الاساسي.
ان الاسره الاردنيه في حقبة زمنية ماضيه عاشت وفق ادوات واساليب حياتيه واكبت عجلة الحياه في تلك المرحله والتى نحن نتاجها كجيل السبعينات والستينات حيث كان المجتمع الاردني في مدنه وقراه وبواديه مجتمع متجانس منتج يعتمد في حياته على الزراعه وتربية الماشيه بشكل اساسي ضمن منظومه مجتمعيه وثقافه تنتقل ما بين ماضي الاجداد بكل مظهر تميزها في مجالات التفاخر والتباهي بالكرم والفروسيه والشهامه ونكران الذات وحاضرها انا ذاك الذي تمثل في الامتداد الثقافي والاخلاقي والقيمي وكانت مظاهر التربيه واضحه وفق معطيات التجانس والتعاون والتكافل والقناعه المطلقه بعيدا عن الوظاهر والترف وهذا كان ينطبق على الجميع وبكل الفئات سواء كان غني او فقير فالمرابعي في الحصاد له نفس مواصفات صاحب الارض او مالك نتاجهاوالعامل في المزرعه له نفس مظاهر وحياة صاحبها سواء في الماكل او المشرب او الملبس مما جعل المجتمع خلية انتاج واحده قائمه على مجموعه من المبادئ والقيم الواحده وهذا ياخذنا الى اساليب التنشئيه الاجتماعيه انذاك وما كان يحصنها من ضابط اجتماعي يحكمه كبار السن والمدرسين ورب الاسره في تكامل تنظيمي رهيب انتج الجيل بذاك الوقت ضمن اطار محدد وواضح المعالم .
وقد قامت اساليب ووسائل التنشئيه في ذلك الوقت على :
1. الزجر والتخويف : وتمثل ذلك في العقاب والنذ الاجتماعي والخوف من سقوط معاني الرجوله في حال الخروج عن العرف والثقافه السائده.
2. الانغلاق : اي ان التنشئيه قامت على معرفه محدده يتسم بها المجتمع انا ذاك وتناسب السن والعمر والجنس حيث لا يجوز معرفة الطفل لاشياء تخص الكباروهذه سمة كل المجتمع فما يعرفه ابن فلان هو نفس ما يعرفه ابن الاخر ولا يجوز الخروج عن القاعده هذه حتى ضمن الاسره فالاسره ان خرجت عن هذا الاسلوب ستقع في دائره من النبذ والتهمه بعدم الاصاله.
3.السلطه الاسريه المطلقه: الاسره وكبار السن لهم سلطه مطلقه في تحديد مستقبل الابناء ولا يجوز باي شكل الخروج عن هذه السلطه المتمثله بالطاعه العمياء للاسره والعشيره وعدم جواز مخالفة راي الكبار او حتى مناقشتهم.
وهذا كان امر جميل في ذلك الوقت وانشاء جيل قوي منتمي متماسك متعاون ذو نفسيه متوازنه وحاله شعوريه سعيده وهذا ما يفسر قول الكثيرين منا ..او نسمعه من اولئك الذين عاشو هذه الحقبه ( باننا تربينا هكذا ونحن ناجحون وحققنا مراكز ومواقع علميه واكلديميه واجتماعيه علياء) هذه حقيقه لا يبلغها الشك وذلك كون المجتمع مجتمع متجانس مغلق في ذلك الزمن لم يخترقه وسائل الاتصال السريع الذي جعل من العالم قريه واحده .
ولهذا فعلينا ان لا نقارن ما بين الماضي والحاضر تربويا الا من خلال المتغيرات المتسارعه وما يجب ان يصاحبها من تطور وتحديث لعقولنا وافكارنا بما يحقق الحمايه للجيل وانتاج جيل قوي قادر على الانتاج والتطوير والمساهمه في بناء وطن.
وسيكون لي معكم لقاء اخر اكتب فيه عن وسائل واساليب التنشئيه الحديثه.