زاد الاردن الاخباري -
تثير رحلات تنظمها شركة سياحية أردنية لزيارة المسجد الأقصى في القدس المحتلة جدلا بين منظمي الرحلات -الذين يرون فيها إحياء للصلاة في المسجد- وعلماء دين ونشطاء مقاومة تطبيع يعتبرونها تكريسا للسيادة الإسرائيلية على الأماكن المقدسة. ومنذ شهرين تعلن إحدى الشركات عن تنظيم رحلات للقدس المحتلة وزيارة الأماكن المقدسة هناك وبأسعار متدنية نسبيا ولا تتجاوز 140 دولارا للرحلة لا تشمل رسوم التأشيرة التي تصدرها السلطات الإسرائيلية. ووفقا لبرنامج الرحلة يزور المسلمون مساجد الأقصى وعمر بن الخطاب والمرواني، فيما يتوجه المسيحيون للصلاة في كنيسة القيامة. ويقول مدير شركة "شمس العطلات" أيمن غندور إن شركته تنظم هذه الرحلات منذ نحو عام، ويلفت إلى أن كلفتها كانت عالية في البداية.ويضيف للجزيرة نت "زرت المسجد الأقصى مؤخرا ووجدت أن أعداد المصلين هناك قليلة جدا، فقررنا في الشركة أن ننظم رحلات بأسعار زهيدة جدا". ولا يخفي غندور أن مجرد الإعلان عن تنظيم الرحلات واجه إشكالات، حيث رفضت صحف أردنية نشر هذا الإعلان بحجة التطبيع، بينما تنشره صحيفة يومية الآن". وينفي مدير الشركة صفة التطبيع عن هذه الرحلات التي يرى أن "هدفها إحياء الصلاة في المسجد الأقصى"، لكنه لا ينفي أن المشاركين في الرحلة يزورون القدس بعد حصولهم على تأشيرة إسرائيلية. ويؤكد غندور أن السلطات الإسرائيلية لا تقوم بختم جوازات السفر نهائيا، "والأختام الأردنية والإسرائيلية ذهابا وإيابا تتم على ورقة خارجية تكون حصلت مسبقا على موافقة وزارة الداخلية الإسرائيلية". حرام شرعاً بالمقابل يرى وزير الأوقاف الأسبق ورئيس لجنة علماء الشريعة في جبهة العمل الإسلامي إبراهيم زيد الكيلاني أن زيارة القدس والمسجد الأقصى وهما تحت الاحتلال "حرام شرعا لمن هم خارج فلسطين". وقال للجزيرة نت إن "الحصول على تأشيرة إسرائيلية لأداء الصلاة في المسجد الأقصى حرام ولا يجوز ومن يفعله فهو آثم". ويقول إن "إسرائيل تسهل هذه الرحلات لأنها تريد من المسلمين الدخول للصلاة في المسجد وهو تحت حرابها واحتلالها فقط"، وزاد "كيف يتمتع الأردني بالأمن وهو يصلي بالأقصى بينما يمنع أبناء القدس ورام الله البعيدين مسافات قليلة من الصلاة فيه". ويذهب لاعتبار أن من يريد التوجه للأقصى "فعليه أن يسلك طريق التحرير الذي سلكه عمر بن الخطاب وصلاح الدين من خلال دعم صمود أهل القدس ودعم المقاومة في فلسطين وإرسال التبرعات لإعمار المسجد الأقصى". عمل تطبيعي وتستعد لجنة مقاومة التطبيع في النقابات المهنية لتوجيه رسالة للشركة المنظمة للرحلات لبيان "مخاطر هذه الرحلات سياسيا ودينيا". وقال رئيس اللجنة بادي الرفايعة للجزيرة نت إن أي زيارة لفلسطين المحتلة عبر الحصول على تأشيرة من السفارة الإسرائيلية "هو عمل تطبيعي". وقال "التحجج بالمسجد الأقصى والصلاة فيه لأخذ تأشيرة من سفارة العدو لا يجوز لأن التأشيرة تعني تكريس سيادة الاحتلال على الأماكن المقدسة". وتابع "هذه الرحلات تكسر الحاجز النفسي عند الناس وتحاول أقلمتهم مع واقع الاحتلال وهذا هدف واضح من تسهيل السلطات الإسرائيلية مثل هذه الرحلات". ويشير إلى أن ما يسند قرارات لجنة مقاومة التطبيع فتاوى علماء المسلمين التي تحظر زيارة الأماكن المقدسة بتأشيرة إسرائيلية، إضافة لمنع البابا شنودة زيارة الأقباط لفلسطين طالما هي تحت الاحتلال. بالمقابل يرى غندور أن مهاجمة لجان مقاومة التطبيع وبعض العلماء للرحلة "غير مقنع"، ويحتج بوجود فتاوى للشيخ عكرمة صبري تحض المسلمين على زيارة القدس والأقصى بعد منع الفلسطينيين من زيارته. ويشير إلى أن إقبال الناس مسلمين ومسيحيين على هذه الرحلات "كان ممتازا"، ويرى أن لا حل حاليا إلا بالدخول عبر التأشيرة الإسرائيلية. في حين يشير الرفايعة إلى أن مصير هذه الرحلات سيكون الفشل، وقال إن شركات سياحية أردنية أعلنت تراجعها سابقا عن تنظيم مثل هذه الرحلات بعد أن اكتشف الناس أنهم يمارسون التطبيع ويطعنون إخوانهم المرابطين في فلسطين والممنوعين من الصلاة بالأقصى في ظهورهم.. الجزيرة نت