العديد من المواقع الإخبارية تناقلت خبر المكالمة الهاتفية التي تلقاها والد الطفل المخطوف \" ورد \" من \" الخاطف \" والذي كما يقول الخبر على لسان \" والد ورد \" أنه \" مصري الجنسية \" مقيم في \" تركيا \" ويطلب فدية مقابل تسليم ورد إلى أهله ..!!
ورد ابن الخمسة أعوام حينها ، والذي قارب على ربيعه السادس من العمر وعلى عامه الأول بعيداً عن حضن أمه الدافئ ولمسة والده الحانية ومداعبة أخوانه وأصدقائه الطفولية .. وردّ ذاك الطفل الذي لم يعي بعد أساليب الإجرام الحديثة كي يحذر منها ، ولم يعي أيضاً أن هناك أناس قد باعوا الضمير الإنساني تجاه الطفولة ، ولم يعلم بعد أيضاً الأبجدية الأولى لمفهوم \" الغربة \" والابتعاد عن لهو الطفولة ... لكنه يعي تماماً أن حضن أمه هو الملاذ الوحيد الذي يشعره بالطمأنينة ، وأن لمسة أبيه هيّ التي تغذيه بالقوة والفخر ، وشقاوة الطفولة التي \" استباحها \" المجرمون هيّ التي تمده بالعزيمة التي يستكشف من خلالها رؤاه للقادم من الأيام .. !!
لقد دأبت الجهات الأمنية بكافة مرتباتها على متابعة كل التطورات والتمحيص بكل المعلومات الواردة لهم أو المتداولة عبر المواقع الالكترونية وغيرها من فضائيات الإعلام المتعددة ، أو الصحف الورقية و الأثيريات ، حتى وإن كانت هذه المعلومات \" إشاعات مغرضة \" .. كل هذه الجهود الأمنية ومنذ اليوم الأول لغياب الطفل \" وردّ \"عن تضاريس بلدته \" جديتا \" ، وعن حضن عائلته التي أصبحت حالتها كما \" الغريق الذي يتعلق بقشة \" ، فلم تخلوا أحلامهم في في السبات واليقظة من عودة ابنهم \" وردّ \" إلى أحضانهم .
وأن ما تناهى إلى مسامعنا من \" أن شخصاً هاتف والد وردّ وأخبره أن ورداً بخير ، وأن ابنه حيّ يرزق ، وأنه قد سمع صوت ابنه وردّ \" واستطاع أن يميز هذا الصوت .. برأيي و بغض النظر عن واقعية هذه المعلومة ، رغم أنها قد تكون أقرب إلى التكهنات أو الأحلام ، لابد من أن تؤخذ هذه المعلومة على محمل من الجد والمسؤولية الإنسانية ، حتى وإن كانت هي ذات القشة التي تعلق بها والد وردّ \" الغريق \" عبر مشاهد أحلامه التي تذكره بطفله المفقود منذ عام ، وذلك تخفيفاً لمعاناة هذه العائلة وإعطاء الأمل لهم ولو بحدوده الدنيا من أجل استمرارية الحياة لهذه العائلة المكلومة .. !!
لسنا بصدد التدخل في عمل نشامى الأجهزة الأمنية بكافة مرتباتها ، على العكس من ذلك ، فهي صاحبة الفضل في بقاءنا نتمتع بنعمة الأمن والاستقرار في هذا الوطن المشرق ، ولكن من واجبنا نحن كمواطنين وبما أننا نتنفس من هواء هذا الوطن ونعيش من خيراته ، ونستظل بحمى الهاشميين الأطهار ، لا بد من أن يكون لنا دور ودور فعال في التخفيف من ألام هذه العائلة ، وعدم السماح لمروجي الإشاعات المغرضة النيل من سكينتها ، وأن نساند أجهزتنا الأمنية ولا نبخل عليهم بأية معلومة صغيرة أو كبيرة لها علاقة باختفاء \" ورد \" ، لأنها قد تكون بداية الخيط في العثور على الطفل \" وردّ \" ..!! م . سالم أحمد عكور akoursalem@yahoo.com