في أول درس لحصة الإنتماء والولاء تعلمنا صغاراً أن الأردن حبة الفؤاد والعينين ... وتلاه درس آخر في مطلع الشباب يقول أن الأردن ... ربع الكفاف الحمر والعقل مياله .
من هنا نبدأ ومعنا التاريخ لنؤكد أن الأردن لم يكن وليد صدفة .. ولم تأت به مؤامرة أحيكت هنا أو هناك كما أنه لم يكن في يوم مصنوع من الكرتون في مدن الهواء .
والأردن ايضاً ليس وطناً بديلاً لأحد ولن يكون دولة كوكتيل كما ينعق الغربان في كل حين .
فالأردنيون شكلوا مجتمعهم في القرن الثامن عشر وتطور هذا المجتمع طبيعياً حتى قيام الكيان السياسي على أرضه الذي عمل على تأسيس خصوصية لهذا المجتمع وثقافته الاجتماعية بكافة أبعادها ليكون الوطن الذي لا يستحقه إلا الرجال الذين بنوه بعقولهم النيرة وسواعدهم التي لا تلين .
أما أن يطلع علينا معتوه هنا وحاقد هناك ملوحاّ بحلول مسمومة على حساب الأردن يتم بموجبها تهجير قسري لمزيد من الأخوه الفلسطينيين إلى الأردن وضياع حقهم وكأن البلد سايبة والفلسطيني ليس له من حق هناك .. ليدفع الأردن مستحقات أكبر مؤامرة قد يتعرض لها بلد وشعب في التاريخ لتكثر من حوله السكاكين ويجتمع الفرقاء إلى ذبحه وتقاسم الغنيمة بدءاً بالمشروع الصهيوني الذي يرى أن الأردن جزءاً من مشروعه التوسعي وانتهاءً بالعصابات التي تعرف نفسها جيداً والتي تحمل بنادق لا تصوب إلا للخلف , لينبري جلالة الملك عبدالله الثاني ليرد الصاع صاعين حيث زلزل الأرض من تحت أقدام الإسرائيليين وعملائهم على اختلاف مستوياتهم التي أشفت غليل الأردنيين بمختلف أصولهم ومنابتهم .
فالأردن بقيادته الشجاعة الحكيمة وشعبه المعطاء قادر على الصمود ولقم الأفواه بالأحذية لصد أي مؤامرة تستهدف الأردن والوقوف بوجه كل معتدٍ أثيم ومرتد لئيم يحاول المساس بالأردن.
من هنا نؤكد أن الأردن ليس صغيراً كما يتوهمون بل هم كذلك ... أما هو فكبير وقوي لأنه وطن والوطن دائماً كبير ولا يصغر إلا في أعين الصغار...
والأردن ليس محطة للاستراحة وليس طرفاً في مؤامرة بل هو قلب نابض بالعروبة ليكون وعلى مدى التاريخ نواة لمشروع نهضوي عربي قادر على الانطلاق من القاعدة الجغرافية التي شهدت بدء التكوين الحضاري العربي .
فمن قال أن الأردن هذا الكبير الجميل معروض للبيع بكل ما فيه .. ومن قال أنه معروض بالمزاد العلني ..؟!
ألم نقل أنه أردن الكفاف الحمر والعقل ميالة .. ألم نقل أن حياتنا قطرة دم في عروق الأردن أو دمعة في أجفانه أو ابتسامةً على ثغره .. ألم نقل أن الحماسة تملأ قلوب الأردنيين حباً لوطنهم وأن العزم في سواعدهم وأكاليل الغار فوق رؤوسهم .. ألم نقل أن الأردنيين أحرقوا الأرض تحت أقدام الغزاة ذات حرب على أبواب الكرامة .؟!
فلا إسرائيل بكل غطرستها ونقضها لعهودها ، ولا أمريكا والغرب التي ألسنتهم معنا وقلوبهم على إسرائيل ، ولا الظروف الاقتصادية الخانقة بكل ما فيها من خصخصة ولصلصة قادرة على تليين عزائم الأردنيين وقيادتهم في المحافظة على وطنهم حيال أي خطر يقترب من هذا الحمى العربي الهاشمي مؤكدين أننا لسنا الشعب الذي يعيش الأحلام في المنام ولسنا نحن من يبني قصوراً عملاقة على سيقان القصب المرضوض .!
ترى هل من جاهل لا يعي دور الأردن التاريخي ودور جلالة الملك في حل عادل للقضية الفلسطينية ..؟!
للطامعون والغزاة وسماسرة الأوطان والخائنون نقول : نحن شعب يمهل لكنه لا يهمل أبداً .. وإن حارت ألسنتنا فستنطق بنادقنا ومدافعنا وربما أحذيتنا .