زاد الاردن الاخباري -
"إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب"ربما تكون هذه العبارة هي البوصلة المحركة في اعتقاداتنا بأن السكوت أفضل بكثير من الكلام في بعض الأحيان ، فهناك من يرى ان الكلام الذي لا يصب في بوتقة الأهمية هو كالهباء المنثور يعني بعبارة أخرى وبطريقة عامية "هو وقلتو واحد".
وما يثير الانتباه أن المرأة أصبحت تقال لها هذه العبارة وبكثرة خاصة بعد أن انتشرت الأجهزة الخلوية والعروض التي من شأنها إتاحة أكبر فرصة للمشتركين للتحدث في زمن قياسي مع من يحبون أو يتواصلون .
"المرأة أكثر كلاما من الرجل" هذه هي الجملة التي اعتادت المرأة أن تسمعها وأصبحت تلك الجملة لها جملة عابرة "لا تغني ولا تسمن من جوع"فأهم شيء لها أن تجعل من لسانها وسيلة قد يكون لقضاء وقت الفراغ ، أو فضول منها ان تعرف تفاصيل ما يحيط حولها أو ربما طبيعتها الفطرية في أن تتكلم أكثر من ان تسمع أو أنها تظن بأن الكلام كالاسترخاء يكسبها الراحة والطمأنينة.
وأينما تلفتنا يمينا ويسارا من حولنا نجد ألسنة النساء لا تتوقف عن الكلام من دون كلل او ملل ، فلماذا اتهمت المرأة بكثرة الكلام وألصقت بها صفة الثرثرة حتى أنها أصبحت تشمل (النساء الثرثارات وغير الثرثارات) فما تكاد إحداهن تتفوه بكلمة مع زوجها أو تطلب طلبا حتى يجيبها زوجها الذي يتكلم أضعاف أضعافها بـ بدأت ثرثرة النساء التي لا تنتهي وخصوصا إن كان الكلام لا يعجبه أو في غير صالحه ، نعم النساء يتكلمن كثيرا ويجدن في الحديث متعة ومصدرا لسعادتهن ، لكن هذا لا يعني أنهن اكثر حديثا من الرجال ، فالرجال أيضا يتحدثون وقد لا تختلف أحاديثهم كثيرا عن نسائهم ، فهل ثرثرتهن مجرد وهم أم أن المرأة المعاصرة أصبحت أقل كلاما؟ وما هي أهم الاختلافات بين ثرثرة الرجال والنساء.
رجال يؤكدون بأن الثرثرة كابوس يجب التخلص منه
يقول جهاد صلاح" أعتبر أن المرأة أكثر كلاما من الرجل وهذا بالطبع أمر متعارف عليه وأنا أرى أن زوجتي تستغل عرض زين 5 لأرقام السوبر لتحدث زميلاتها بتقريرها اليومي من الألف إلى الياء وهذا الأمر أكرهه حتما ولكن ما باليد حيلة".
ويقول عاهد الخزاعلة" المرأة غير العاملة تعتبر أكثر ثرثرة بكثير من المرأة العاملة وهذا لا يعني أن المرأة العاملة لا تعتبر ثرثارة لكن بنسبة اقل من غيرها ، فالمرأة تحول جملة من بضع كلمات يقولها الرجل إلى مكالمة قد تصل إلى ساعة أو ربما أكثر وهذا أمر طبيعي فالمرأة خلقت بالفطرة كثيرة الكلام".
ويقول سمير الشرفات" أشعر بالضجر في بعض الأحيان من زوجتي وأعتبر أن هذا الشيء من أكثر الأمور التي تتعب الرجل خاصة وإن عاد إلى منزله بعد يوم شاق وسمع زوجته تتحدث دون النظر إلى الأمور المنزلية والأولاد ولكنني أقول لها رجاء عندما اعود إلى المنزل لا تتحدثي أمامي هذا الشيء يستفزني".
ويقول رشيد الصمادي" لو زوجتي قرأت ما سأقول ستغضب ولكنني سأقول الحقيقة أرى ان المرأة لها بال طويل في الأخذ والعطا على الهاتف خاصة بعد وجود الأجهزة الخلوية بعكس الرجل فهنّ يهتممن بأدق التفاصيل وإن كانت غير مهمة وكما يقول المثل (ما بنبل بلسانهن فولة) ففي بعض الأحيان تحضر الطعام وتجلي وتغسل وهي تضع السماعات وتتحدث مع إحدى صديقاتها والثرثرة صفة المرأة لا محالة".
ويقول بسام الشريف" ألاحظ زميلاتي في العمل يتحدثن بكثرة سواء أكان الموضوع مهما أو لا فأحيانا يتطرقن إلى الموضوع من جميع النواحي دون وجود أهمية لذلك بالرغم من انشغالهن بالعمل إلا ان الحديث بالنسبة لهن فرصة لإضاعة الوقت وهذا الحال بالنسبة للتحدث من خلال الهواتف ".
نساء يعترفن أنهن كثيرات الكلام
تقول رسمية الجمعاني" لا اعتبر في تفاصيل الحديث في الكلام شيء سلبي فنحن نحب الدقة في نقل المعلومة ونحن نحب التفاصيل وأعترف أن زوجي دائما ينهاني عن الكلام الذي ليس له داع ولكنني كامرأة غير عاملة أرى أن التحدث على (الخلوي) وسيلة مجدية لإضاعة الوقت".
وتقول حنان مؤمن" هذا الصفة نسبية من امرأة لأخرى ولكنه طبع عام فالمرأة بطبيعة الحال تحب الدردشة مع صديقاتها فأنا أحيانا أتحدث مع صديقتي ساعتين أو ربما أكثر ولكن هذا لا يعني أنني أحدثها بأموري الخاصة أو ما شابه بل نتحدث عن كيفية تجهيز طعام ما أو عن دراسة أولادنا وغيرها من الأمور الروتينية".
وتقول ولاء الرواشدة" أنا بالنسبة لي أرى أن المرأة التي تتحدث كثيرا تزداد أخطاؤها فكلما كثر كلام المرء زاد سقطه وربما تجعل النميمة والاستغابة وسيلة لقضاء وقت فراغها وهذا بالطبع مخالف للشرع فخير الكلام ما قلّ ودل".
تقول محاسن الشيخ" نعم أنا أرى أن المرأة أكثر ثرثرة من الرجل وليس هنالك مقارنة وإن كانت المرأة غير عاملة وتجلس في المنزل عليها أن تستغل وقتها بالأمور الاكثر فائدة دون اللجوء إلى الكلام الذي ليس له أهمية فأحيانا تجالسني صديقاتي وتبدأ بالتحدث بشكل مفصل دون الحاجة إلى ذلك".
وتقول مها برهم"المرأة ليست اكثر ثرثرة بالمعنى الصحيح وإنما هي اكثر قدرة من الرجال على تذكر الأمور ، خصوصا العاطفية والأشخاص والمواقف وإن عاتبت زوجها في شيء حدث بينهما قبل فترة كبيرة يرد عليها قائلا: أنت لا تنسين شيئا لتجدي فرصة اكبر للكلام وهذا الكلام طبعا غير منطقي ، فذاكرة المرأة القوية قد تكون احد الأسباب التي لصقت بها تهمة الثرثرة".
وتؤكد لمى العيسى أنها تلاحظ في أي جلسة يجتمع بها الرجال والنساء يحاول الرجال السيطرة على الحديث ، كما هو الحال في الأمور الأخرى منوهة إلى أن في ذلك محاولة للسيطرة على كل ما حولهم وإن كانت صفة الثرثرة خصصت للنساء فهي بالطبع لا تشمل جميع النساء وأنا منهن.
دراسات : عدد الكلمات التي يستخدمها الجنسان خلال النهار متقاربة
أوضحت الدراسة التي أجرتها جامعة أريزونا ، في يوليو الماضي ، على 400 طالب وطالبة في مختلف الجامعات الأميركية ، أن عدد الكلمات التي يستخدمها الجنسان خلال النهار متقاربة ، ولكن مع تقدم بسيط جداً للنساء.
وقامت الدراسة التي نشرت في مجلة Science ، بتركيب جهاز يحسب عدد الكلمات الصادرة من الجنسين ، فوجدت أن النسوة استخدمن 16 ألفا 200و كلمة كمعدل متوسط ، مقارنة بحوالي 15 ألفا 600و كلمة للرجال ، ما يعني وجود فرق نسبي هامشي.
وأشارت الدراسة إلى وجود تفاوت واضح في عدد الكلمات المستخدمة بين أبناء الجنس الواحد ، فلم تتعد كلمات بعض الرجال مثلاً خلال اليوم 500 كلمة ، في حين وصل عدد الكلمات من أحد الرجال الثرثارين إلى 47 ألف كلمة.
" الاستروجين" يحفز المرأة على الكلام يقول الأستاذ جعفرالشوملي ماجستير في علم النفس إن الثرثرة الزائدة عند المرأة عائدة إلى هرمون الأستروجين الذي يؤثر مباشرة على الخلايا العصبية ، والذي بدوره يؤدي إلى مزيد من الكلام والتواصل وزاد:"النساء يتحدثن بشكل أسرع من الرجال بينما الرجال يأخذون فترة أكبر من الزمن للتحدث بنفس الجمل ، وبهذا قد تتعدى كلمات المرأة عدد كلمات الرجل واعتقد أن هذا أحد الأسباب لكثرة كلامها ، كما ان ذاكرتهن قوية في كثير من الأمور وهذا الأمر من العوامل التي تساعد على تحفيز المرأة للكلام بشكل مستمر".
وأضاف الشوملي أنه في حال استضافة أحد المرضى في عيادته فإنه يكتفي ذلك المريض بالتحدث عن حالته وأعراضها ولكن عندما تأتي إليه مريضة فإنها تستمر بالتحدث نصف ساعة عن حالتها دون أن أسألها وتابع : "هذه صفة غالبة على معظم المريضات اللواتي يراجعنني في العيادة".
وهنا يبقى السؤال هل تستطيع المرأة أن تتحكم "بعداد" الكلام لديها أم أنها ستبقى رهينة "أن المرأة أكثر كلاما من الرجل".
الدستور - جلنار الراميني