زاد الاردن الاخباري -
"لو تركت واحة الازرق على شأنها كما كانت منذ منتصف القرن الماضي لاصبحت البتراء الثانية للاردن, ولكن ما جرى انها تحولت لاحقا الى مكب للنفايات, قبل ان تأتي الجمعية الملكية لحماية الطبيعة لتعيد بناءها من الصفر".
هذا ما تحدث به مدير محمية الازرق المائية عمر الشوشان خلال محاضرة القاها في مبنى الزوار خلال جولة اعلامية قامت بها الجمعية الملكية لحماية الطبيعة الى محمية الازرق المائية وذلك ضمن الاحتفالات باتخاذ عام 2010 عاما للتنوع الحيوي.
محمية الازرق - وفق الشوشان - واحة زرقاء محلية وعربية وعالمية, يجب ان تعاد على ما كانت عليه في السابق خاصة وان لها مسيرة آلاف السنين.. قبل ان تدمر تماما لبدأت الجمعية الملكية باحيائها ابتداء من نسبة مياه صفر بالمئة.
وقال: تبلغ مساحة الواحة 5210 كم2 وهي الواحة المائية الوحيدة في الصحراء العربية ابتداء من صحراء بلاد الشام وحتى الحجاز, وهي نقطة مهمة في مسار هجرة الطيور.
ويمتد الحوض المائي لواحة الازرق من سوريا شمالاً حتى السعودية جنوباً ويحتضن الأردن 94% من هذا الحوض و1% في سورية و5% في السعودية.
كما دخلت الواحة في عام 1977 اتفاقية رامسار الدولية المعنية بحماية المناطق الرطبة وفي عام 1993 اعدت من المجلس العالمي لحماية الطيور كمنطقة مهمة لهجرة الطيور, والآن فهي واحة غناء يوجد بها انجح برنامج اكثار لسمك مهدد بالانقراض وهو سمك السرحاني وهو نوع لا يوجد الا في الازرق ولا يتواجد في اي مكان آخر من العالم.
وناشد الشوشان الجهات المعنية ان يعلن سمك السرحاني سمكا وطنيا للاردن على غرار زهرة الاردن الوطنية والشجرة الوطنية والعصفور الوطني.
وفي الواحة المائية منطقة تعرف بالقاع وهي اخفض بقعة في حوض الازرق ويصل عمقه 500 فوق سطح البحر و اعلى نقطة في الحوض 1550 ويمتد من سورية شمالا و حتى السعودية جنوبا و تصب فيه الاودية المائية ومنها اودية عابرة للحدود, ومساحتها 75كم مربع, تجف هذه المنطقة تماما في شهر 7 الا في حال تجدد الامطار كما حدث عام 1982 في شهر ايار من فيضان لهذه المنطقة, ويستخرج الملح من منطقة القاع حال جفافها تماما
وفي مياه الواحة نوع من السمك يعرف "السمك السرحاني" التي تعتبر محمية الازرق الموطن الوحيد له في العالم.
ويعرف مسؤولو الجمعية الملكية لحماية الطبعة بان هذا النوع قاب قوسين أو ادنى من الانقراض لولا فضل الله ثم جهود الباحث نشأت حميدان وهو أحد الباحثين بالدعم من فريق محمية الأزرق المائية في عام 2000 عندما قام باعادة اكثار السمك السرحاني لتكون قصة نجاح بحد ذاتها.
وحصل هذا الانجاز على جائزة شركة فورد العالمية كما حصل الباحث نشأت حميدان على درجة الماجستير من الجامعة البريطانية (مانشستر) في ذلك الوقت وهو الان خبير صون الطبيعة على المستوى الاقليمي كما سجل في إحدى المجلات العلمية كأفضل برنامج إكثار لسمك مهدد بالإنقراض بالعالم
وخلال الجولة أكد المستشار الاعلامي لوزارة البيئة عيسى الشبول أهمية الشراكة والتعاون بين الوزارة والمؤسسات والجمعيات غير الحكومية التي تعنى بالشأن البيئي.
ووفق الشبول, تسعى الوزارة في المرحلة المقبلة لتنفيذ خطط تطويرية انعاشية لحركة السياحة البيئية وتعريف المواطن الاردني بما تضمه المملكة من تنوع بيئي فريد ومهم عالميا.
واضاف " تهدف الجولة للاطلاع عن قرب على إحدى قصص النجاح الاردنية في الحفاظ على البيئة والطبيعة الاردني التي يتوجب على كل مواطن السعي للحفاظ عليها انطلاقا من اعلان العام الحالي عاما للتنوع الحيوي".
من جهته قال المهندس حسين شاهين مدير مديرية حماية الطبيعة في وزارة البيئة إن الاردن يضم 13 نظاما بيئيا.
واضاف يتوجب علينا بناء على ما وقعناه من الاتفاقية العالمية المحافظة على 10% على الاقل من التنوع الحيوي في كل نظام بيئي موجود.
ولكن شاهين اعرب عن اسفه ان المملكة لم تصل بعد الى هذه النسبة حتى الآن, لكن الجهات المسؤولة تسعى وبالتعاون مع الجمعيات غير الحكومية خصوصا الجمعية الملكية لحماية الطبيعة اضافة الى المجتمع المدني للمحافظة على اكبر قدر ممكن من الطبيعة الاردنية والتنوع الحيوي الموجود فيها.
واكد م. شاهين ضرورة التعرف على واقع الانظمة البيئية في الاردن وصونها كونها جزءا من الطبيعة والتراث الوطني.
العرب اليوم - نوف الور