زاد الاردن الاخباري -
رجل تزوّج صديقة زوجته.. فتاة خطفت خطيب أعز صديقاتها. ظاهرة معروفة، ولكنها انتشرت بكثرة في الفترة الأخيرة ليصبح خطف الأزواج وسيلة سهلة للتخلص من العنوسة التي أصبحت واقعاً معاشاً، وحين تواجه الزوجة هذه الخاطفة تجيبها بثقة: "أنا لست خطّافة رجال، زوجك قليل الأصل وباع العشرة" فمن المُلام؛ هل هي الزوجة التي وثقت بصديقتها، أم الزوج الخائن الذي لم يصدق نفسه فوقع في طلب حب جديد، وسمح لنفسه بالارتباط سراً أو علانية بامرأة أخرى؟
قد تكون خاطفة الرجال هذه صديقة أو قريبة أو جارة؛ راحت الزوجة تحكي لها تفاصيل حياتها ومشكلاتها وعادات زوجها، أو تمدح في زوجها من دون أن تدري أن هذا المدح قد لا تُحمد عقباه، وتكون هذه الجارة قد قررت خطفه، وبعضهنّ يرى في الأمر "شطارة وحرفنة" بينما ترى أخريات أنه خيانة مشروعة!
- اسأل مجرّب:
يقول "أ" وهو أحد المجربين: إنّ الشباب عزفوا عن الزواج لقلة حيلتهم وبسبب غلاء المهور والذهب وارتفاع تكاليف الزواج، فصار الشاب يبحث عن الوجبة الجاهزة ولا يهم مطلقة أو أرملة، أو حتى مطلقة صديقه ليتجنب تكاليف الزواج، وكذلك فإنّ المرأة التي بقيت بإنتظار العريس لا يهمها أن تكون الزوجة الثانية أو الثالثة، أو حتى ضرة صديقتها.. المهم ألا تعنس ولو على حساب أقرب الناس إليها.
وتقول لجين التي اكتشفت بعد سنوات من زواجها أن زوجها متزوج سرّاً بصديقتها الحميمة، وكان يبتكر الحيل والسفر المتكرر ليبيت عند زوجته الثانية: هل انعدمت الصداقة بين الناس فأصبحنا نخاف الصديق قبل العدو؟ وهل البوح للأصدقاء بهمومنا أصبح خطراً علينا؟ لقد خانتني أعز صديقة لي.. كنت أحكي لها عن أسراري وحياتي العائلية إلى درجة ماذا نأكل ونشرب أنا وزوجي، ولم أكن أعلم أنها تحيك لي مؤامرة لخطفه منِّي. كان زوجي رجلاً رائعاً وكريماً؛ ما جعل صديقتي تتمنّاه لنفسها، فتكررت زياراتها، ودمّرت حياتي وسعادتي.
وتشاركها "أُم علي" وهي مدرّسة إبتدائية، الرأي، وبحزن شديد قالت: كيف يكون الصديق صديقاً إذا لم نحكِ له مكنوناتنا وأسرارنا؟ وتتحدث عن تجربتها قائلةً: زميلتي مدرِّسة وصديقة حميمة لي، وعندما شبّ خلاف كبير بيني وبين زوجي اضطررت إلى ترك المنزل إلى بيت أهلي، فراحت هذه الصديقة تتدخل للصلح حسب قولها، وكانت تذهب إلى منزلي لتطمئنني عن حال الأولاد الذين بقوا مع والدهم، ولكني فوجئت بعد أشهر أنها احتلت بيتي وتزوجت زوجي الذي أرسل إليَّ رسالة إنذار قال فيها: (إذا أردت أن تعودي على هذا الوضع الجديد فأهلاً بك، وإذا لم ترغبي في وجود ضرة لك فباب المحكمة يدخل منه جمل، اطلبي الطلاق وأنا جاهز).
- لماذا الشكوى؟
وتتساءل "لينا": لماذا الشكوى من قلة الوفاء وقد صارت الخيانة هي السائدة بين الناس؟ وهل السبب هو برودة العلاقة بين الزوجين والتوتر الذي يحدث بعد سنوات تتخللها مصاعب وهموم الحياة الكثيرة؛ ما يجعل الزوج يلجأ إلى صديقة زوجته، والصديقة تخطف خطيب صديقتها؟ وتضيف: حتى تتجنب المرأة خراب عشها ونظر زوجها إلى غيرها؛ عليها احتواؤه وتجديد الحياة الزوجية. كما أرى أن الصداقة يجب أن تكون خارج المنزل، وعلى الزوجة أن تصون بيتها في زمن الحسد والنميمة وقلة الوفاء، وكذلك يجب عدم الإختلاط بين الرجال والنساء في المناسبات والزيارات العائلية، فتبدأ نظرات الإعجاب، ومن ثم الخيانة فالخطف.
من جانبه، يقول "نبيل": إنّ المرأة هي سبب هذه المشكلة؛ فهي التي تصور زوجها فارساً عندما تذكر لصديقتها كل صفاته الجميلة، وربما تذكر لصديقتها أنها تتمنى لها من الله زوجاً ورجلاً مثل زوجها لتكون أسعد امرأة في العالم، فيصبح هذا الزوج نفسه هو حلم صديقتها الوحيد في الحياة.
- القسمة على أربع!
وتقول "مها": على الزوجة أن تثق بأن زوجها لا يمكن اختطافه إلا إذا كانت لديه الرغبة في ذلك، وفي رأيي أن عليها تقبُّل قسمة زوجها على اثنتين، وتدعو الله ألا تحتاج بعد ذلك إلى أن تقسِّمه على أربع! نحن بحاجة إلى لحظة صدق نمزِّق فيها الأقنعة التي تخفي وراءها الحقيقة الغائبة عن واقعنا ومجتمعنا.. نحن بحاجة ماسة إلى الجرأة؛ لنعترف: لماذا نتستر على الصراحة وكأنها جريمة؟!
ويقول مضر (صحافي وإعلامي): إذا كانت الزوجة جميلة وطيبة وشريفة؛ لماذا يتزوّج زوجها عليها أو تقبل هي أن تخطف زوج امرأة أخرى وتقهرها؟ في رأيي أن عنوسة الفتاة أفضل لها من قهر غيرها.
ويقول الدكتور عمر عبدالمجيد (اختصاصي علم الاجتماع): كثرت بالفعل حالات خطف الأزواج، وأسبابها كثيرة؛ فاللقاءات تتكرر في العمل وغيره يومياً، ما يؤدِّي إلى نشوء علاقات وطيدة، ويلفت نظر المرأة إلى الرجل المتزوج أكثر من الأعزب الذي لا يجيد التعامل مع المرأة غالباً. أو قد تكون هناك عقدة نقص عند البنت الخاطفة، كما أن بعض الرجال المتزوجين يرغبون في إثبات حقّهم في أن يعيشوا حياتهم وحرِّيتهم حتى بعد الزواج؛ لأسباب منها تقصير الزوجة في حق زوجها الذي لا يجد إلا أقرب الناس إليهما؛ مثل صديقة الزوجة أو قريبتها. وأضاف: ومن الأشياء التي تساعد على الخطف بعض الإغراءات؛ كالسيارة الفاخرة والموبايل أو دعوة إلى المحال الفاخرة.
ويرى عبدالمجيد أن التربية الصحيحة الخالية من الحقد والحسد هي الحل لعلاج هؤلاء الخطافين "المرضى". كما يجب على المرأة عند إختيار الصديقة أن تكون لديها معرفة مسبقة بكل الجوانب النفسيّة لها وظروفها الإجتماعية، مع الإحتفاظ بالمسافة التي تفصل بينها وبين حياتها الزوجية وخصوصيتها.
البلاغ