يقال في تراثنا العربي...
أنّ اجمل العيون عيون الغزال, واتفق أن غارت منها عيون الما, فلما جاءت الغزالة لتشرب من عين الماء, سرقها الماء ! وانحدرت مسرعة عبر الجدول الضيق , فشاءت حكمة الله أن تشرب أمكِ قبل مخاضها بكِ من ذات الماء, فصارت عين الغزال لك عيناً , فاخذتِ منها التفاتة الغزال ورمشها وسحر إغماضة جفنيها...
** ** **
ولمّا صاحت أمكِ, سمعتها العصافير, فطربت, ورتبت ريشها, وزقزقزت جميعا بصوت جلي كالنّغم , وغرد الحسون في مقطع ساحر, ولما انتهى, تبعه البلبل بموسيقى علمها أياه خالقه سبحانه ,فسقط الصوت في أذنيكِ, ولم تتعلمي الاصوات بعد, فكان صوت الحسون لكِ صوتاً , ومعه لحنه, وشجنه, وترنيمته...
*** *** ***
رفعت والدتكِ يديها للسماء داعيةً, فلامست ورقة صفصاف ,فاهتزت نشوة ,فلامستْ الورقة أختها ,وهكذا اهتزت ْ اوراق الشجرة, وتبعتها الغابة كلها تتمايل, وتساقطتْ الاوراق فرحاً, فلامست جسدكِ من وراء حجاب, ولم يلمسكِ شيء بعد من هذا العالم ,فكانت لمستكِ الارقّ , وحاستكِ الخامسة الخارقة...
*** *** ***
أرادتْ الياسمينة تقبيلكِ , والسوسنة فكّ كيمياء الرائحة الطاهرة, لطفلة بريئة, والبنفسجة, والجورية كلها أرادتْ, فاتفقتْ على اجتماع رائحتكِ, في مهدكِ, فعطرتكِ بعطرها, وتنسمت من أنفاسكِ هوائه , وها أنا , أرى عيون الغزلان, وأسمع صوت البلابل, وألمس أوراق الشجر الغضة, وأشتم رائحة الطبيعة, كل هذا فقط عندما أقف بعيدا عنك بخطوات.
*** ** ** ***
أنت حبيبتي, ولا أخجل ان اكتب إليك بعبارات وازنة , انت كالقدس امامي و غائبة, و كالقدس وجمالها, وكالقدس ورائحتها ,وصوت مئاذنها, حتى تهجئة حروفكِ, ترنّ في أذنيّ كتهجئةِ حروفها, إلا انه ثمّة فروقاً بسيطةً بينكما:أنت تحتلينني , إلا انّ القدس يحتلها الأوغاد !, أنتِ عذراء ْ, إلا أنّ القدس مغتصبة!.
برجاس عودة سليمان