في مثل هذا الوقت من كل عام كان ينبت \" الطرفش \" (البعض يسميه خرفيش و شوكة مريم/ كعيب/ شوك الدمن/ حرشف بري – وهو نبات شائع ينمو في معظم أنحاء العالم في المناطق المعتدلة، له أوراق شوكية عليها خطوط بيضاء ، ورد في المزاعم القديمة أنها من حليب السيدة مريم عليها السلام
يمكن أكل أوراقها الطازجة بعد إزالة الشوك من أطرافها كما يمكن تقشير ساقها من الشواك واكله اذ له مذاق لذيذ وجذاب ) .
ولأنني من محبي هذه النبتة وخاصة اكل سيقانها بعد تقشيرها ، فقد كنت كثيرا ما ارجو أمي بان تاخذني للبحث عن الطرفش ، كانت امي تجلس قتقطع لي الطرفش وتقشره لي فآكله بلذة ونهم فتراقبني ضاحكة حينا بينما تشغل نفسها حينا آخر بازالة الشوك العالق في اصابعها من الطرفش .
فكم اهلكها شوك الطرفش وادماها بينما أتخمني وقتها .
أمس وعلى شارع الأردن ، لمحت نبات الطرفش ، وكان لابد ان اتوقف عنده فتوقفت لأتذكر ايام غابت ، تاملت الطرفش ، وعدت بذاكرتي عقودا ، لم اجرؤ على قطع شيء منه واكله لا لأني لا املك سكينا بل لأني تعودت عليه من يد امي ، في تلك الساعة حضر الي وجه امي الذي غاب ، نظرت الى الطرفش مليا ، ثم ابتسمت وغادرت وانا لا احمل من الطرفش سوى طعما مخبأ تحت الأضراس وشوكا منتقلا من يد امي الى قلبي .
انا لم ارى في الطرفش فقط وجه امي ، لقد رأيت الأردن ايضا ، أصلا الأردن والطرفش يجمعهم امورا كثيرة ، فكلاهما حلوا مذاقه لكنهما عصيا الوصول وشوكهما يدمي ويؤلم . وكلاهما – الاردن والطرفش – أمي من علمني حبهما.
المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com