ينتظر الأردنيون مثقفون وأدباء ودارسون وباحثون بفارغ الصبر وفي كل مكان من هذه الأرض يصله بث فضائيتنا العزيزة مساء كل يوم سبت برنامجهم التلفزيوني المفضل مجالس الأدب لعدة أسباب أذكر منها:
العِلمُ بما لم يُُحيطوا به عِلما، فكم نشعر بضآلة معلوماتنا بعد كل مجلس من هذه المجالس, إذ أنها تحوي الكثير من المفيد والجديد.
الاستمتاع بكل ما يتفضل به شيخنا المفكر العالم الأستاذ الدكتور ناصر الدين الأسد وضيوفه المختصون المتميزون وخاصة أسلوبه السامي بطرح أفكاره، فمن الإسناد إلى الشرح إلى التفصيل فالتحليل فالمناقشة والمقارنة فالاستنتاج والعبرة والربط بالواقع، يوصل الفكرة من خلال كل ذلك إلى جميع أطياف المشاهدين حتى أصبح مترقبو مجلس شيخنا وضيوفه في بيوتنا هم جميع أفراد الأسرة ممن ينطبق عليهم وصف مريدو الأدب والأدباء والعارفون لقدرهم.
تعَلُم أساليب البحث وأدب الحوار وإدارة الجلسات وقبول فكر الأخر والرد بما لا ينتقص من حقوق الآخرين ولا يقلل من شأنهم أو يحط من قدرهم أو قدراتهم.
الاطلاع على ما يجب أن يكون عليه حال العالم من التمكن والإحاطة والمعرفة وسعة الأفق والاستشراف والواقعية بالطرح والبعد عن التعصب مع عدم المجاملة فيما يخص الثوابت.
مجالسة شيوخ العلم وقاماته العظام في تلك الساعة التي تمر أسرع من غيرها فلقاء الأحبة قصير مهما طال! فكم يشعر الإنسان بنعمة التلفاز وأدوات البث ووسائل الاتصال المتوفرة بين يديه عند متابعته لمثل هذه البرامج على قلة عددها وهنا لنا وقفة:
فبالرغم من نعمة مجالس الأدب وبرنامج أو اثنين تختص بأمور الشريعة والإفتاء وآخر بالطب أين هي المجالس والبرامج التي تعنى بأمور الاقتصاد والزراعة والعلوم والهندسة والقانون والتربية والإدارة وعلم الاجتماع وعلم النفس والبيئة والعديد غيرها؟
السنا فخورون بوجود تسعة وعشرون جامعة أردنية رسمية وخاصة؟
إلا تضم ما يزيد عن العشرة آلاف عضو هيئة تدريس؟
الم يكن شيخنا الجليل والعديد من ضيوفه الكرام مدرسون بها وربما تخرجوا منها؟
إذا ما معنى أن لا نحظى بالمزيد من تلك البرامج سواء المرئية منها أو المسموعة؟
هل سبب التقصير راجع إلى إحجام الجامعات وأعضاء الهيئة التدريسية فيها عن المشاركة بمثل هذه البرامج؟ لا أظن ذلك فالمشاركون بالمجالس والبرامج المذكورة أنفا معظمهم من أساتذة الجامعات.
أم أن التقصير عائد على وسائل الإعلام ؟
أم أن الحاصل هو أزمة تنسيق بين أهم مؤسستين وطنيتين أحداهما تعليمية والأخرى إعلامية؟!
في جميع الأحوال، تبقى الحقيقة الجلية هي أن لنا حق على مؤسستينا التعليمية والإعلامية بإيصال المعلومة لنا خاصة التثقيفية منها، ومن دون أن يمن أي منهما علينا بذلك.
muheilan@hotmail.com أ. د. مصطفى محيلان