دولة الرئيس .. المصداقية هيّ الأداة التي تقودنا نحوّ التكاتف لأجل الوطن..!!
لست بإقتصادياً ماهراً للتحدث فيما خفيَّ من بواطن الأمور الاقتصادية كما أهل الإختصاص الذين لا بد من أن يكون لهم كلمتهم الشافية والجريئة في التحليل المنطقي والمدروس بعيداً عن العاطفة التي كثيراً ما ننزلق على عتباتها ، أو المغالاة كثيراً في هذه القرارت دون الأخذ بعين الإعتبار للتطورات التي طرأت على الساحة العربية بشكل عام والتندر لما وراء شرارتها التي ندعوا الله سبحانه وتعالى أن لا تتطال وطننا الحبيب كما طالت معظم ساحات الوطن العربي .
ففي كل يوم يا " دولة الرئيس " بتنا نسمع ونقرأ قرارات حكومية تأكل مزيداً من قوت المواطن الذي لم يعد يكفي لسدّ جوعه وحاجاته الضرورية فيضطر للتعبير عن احتجاجه وألمه بالتضاهر والاعتصام كنتيجة حتمية على قرار اصابه في مقتل " لقمة العيش " .
ثمَّ تلجأ الحكومات دائماً إلى تبرير موقفها من فرض هذه القرارات بحججها التي باتت مألوفة ولا تخفى على أحد ، بأن الوطن في أزمة إقتصادية ولا بد من مزيد من التحمل وشدّ الأحزمة على البطون والجيوب ، وأن هناك اتفاقيات دولية لا بد من الرضوخ لتنفيذ بنودها المتفق عليها مع تلك الدول التي هي أصل فقرنا وحربنا مع الجوع ولهاثنا خلف رغيف الخبز .
وعلى الرغم يا " دولة الرئيس " من أن المواطن غير مطلع على الموازنة السنوية للحكومات ، ولم يكن أبداً مشاركاً في صياغة هذه الاتفاقيات الدولية وبنودها ، إلاّ أن هذا المواطن الذي يعتبر شريكاً وجزءً لا يتجزء من مكونات هذا الوطن ، قد يدرك ويتفهم أسباب هذه الضغوطات الإقتصادية التي اصابت وطنه والمساهمة في مزيد من التحمل على الأوجاع في حال أبدت الحكومات نوعاً من المكاشفة وتوضيح الأمور على العلن بمصداقية متناهية معه ، فالمكاشفة والمصداقية هما الأداة الوحيدة التي تقوده نحوّ التعصب لقراراتكم والتكاتف مع حكومتكم لأجل الوطن ووضع الحلول المثلى والناجعة التي قد تُخرج اقتصادنا من عنق الزجاجة الذي بات يقلق مضاجعنا ويطبق على أنفاسنا ليل نهار ويشكل حملاً ثقيلاً على كاهل الوطن والمواطن .
أما أن تبقى الحكومات تنفذ ما ترى أنه يتناسب ومصداقيتها في تنفيذ الاتفاقيات الدولية فحسب ، ثم تذهب وتفرض قراراتها على المواطن المغلوب على أمره وهيّ تعلم أنه لم يعد يقوى على التحمل أو ضبط النفس ، بالأكيد تكون الحكومات مجحفة بحق الوطن والمواطن ومسّت أمننا واستقرارنا ..!!
وكثيراً يا " دولة الرئيس " ما ينتابنا شعور بالقهر والألم كلما شاهدنا أو سمعنا " حثالات مغرضة " تتبجح بألسنتها علينا دون عقاب ، ليس لأجل الوطن بقدر حاجتها للتملق وحب الوصول والظهور ، وغفلوا عن ما قدمه لهم هذا الوطن ، بل ويتكالبون مع الأنجاس ويكيلونه بشتى وسائل نكران الجميل ، دون التذكر أو استذكار كيف كانوا في العقود التي خلت وكيف أصبحوا في ظل وطناً رؤوماً كان متقدماً ومتفوقاً على أقرانه من الدول التي تملك المال الوفير في حين أنه لم يملك سوى انتماء أبناءه البرره له وولائهم للعرش الأبيّ ..!!
ولذلك يا " دولة الرئيس " لا بد من أخذ الأمور على محمل من الجدّ من طرفي المعادلة " الوطن والمواطن " ، كما أنه آن علينا أن نعي جيداً أنه يقع على عاتقنا جميعاً تحمل المسؤولية بكل أمانة وإخلاص لأجل " الوطن أولاً " وبكل ما تحمله هذه العبارة من معنى ، من حفاظٍ على هيبة الوطن ومقدراته ، والتركيز على هيبة أجهزته الأمنية التي تمثل النواة المثلى لأمن الوطن والمواطن والتي داب الهاشميون على الدوام تجسيدها منذ عهد مطلق الرصاصة الأولى الشريف الحسين بن علي " طيب الله ثراه " بكل تفانٍ وإخلاص على هذا الثرى الطيب ..!! م . سالم عكور akoursalem@yahoo.com