زاد الاردن الاخباري -
جلنار الراميني - الألم والحسرة والفجيعة عناوين بارزة لطفل كان ضحية التجرد الإنساني ، والتعاطف مع براءة ليس أمامها خيار سوى البكاء نتيجة لعذاب والديه له ، حيث "تفننا" بأساليب التعذيب كما لو أنهما كانا سجّانين في سجن أبو غريب ، إلا أنهما في الحقيقة في سجن النفس المريضة ، فقد عذبا ابنهما بالماء المغلي وقلع أظافره وصعقه بالكهرباء ، لأنه نتيجة لعلاقة غير شرعية من والديه قبل الزواج ، وراكان هو ذلك الطفل الضحية الذي اكتست حياته بمرارة الأيام ليتجرع الألم من كأس والديه .
ففي تقرير أعدته الاعلامية علا الفارس خلال برنامج “إم بي سي في أسبوع “عن الطفل المعنف “راكان” الذي تعرض للحرق بـ «الماء المغلي» والسجائر في جسده من قبل والديه ، وإيذائه بالكهرباء وقلع أظافره وغيرها من أساليب التعذيب لأنه نتيجة علاقة غير شرعية لنفس الأبوين قبل اجبارهم على الزواج ،وقال الطفل راكان بكل براءة:( أنا أكره الي بيخلفو أولاد وبيحرقوهم).
ويبدو هنا أن الصورة وصوت البراءة تكتنف الطفل الهزيل الذي أبكى المشاهدين على حالته ، إلا أنه يبقى خزين الذاكرة فوضعه المأساوي يشتت لنا ثنايا التفكير ، فأين هؤلاء من طفلهم؟ وما ذنب "خطيأتهم" أم أنهم وجدوه أمامهم وسيلة للتكفير عن خطاياهم .
"الفيديو" مؤلم للغاية والحروق الشاهدة على جسده الغض تحاول أن تتكلم وتحصر المأساة في قالب "مؤسف" ، اختلقه أب وأم غاب عنهم الدين والاخلاق والمبادئ ، ولن نقول سوى " لك الله أيها الطفل ، ومن كان الله معه ففي ذلك جنة من الرضا .. فهنيئا لك".
ولله در الشاعر الذي قال :
وإنما أولادنا أكبادنا تمشي على الأرض.