كنا ننتظر وعلى أحر من الجمر ساعة الانتهاء من المعركة الانتخابية لبرلمان السابع عشر ، ليس قناعةً في منْ ترشحوا ، بل من أجل أن يكون لنا مضلة تشريعية ولو بالحدود الدنيا من قناعاتنا باداء أعضائها " الأشاوس " و يتمكنوا من تمثيلنا ومدّ جسور العوّن للمواطن الذي بات لا حوّل له ولا قوة وباتت أوضاعة لا تسرّ عدوٍ ولا حبيب ، وإيصال صوته الذي بُحّ والدفاع عن مقدراته التي تاهت عنوان جوّعى وفقراء الوطن لتستقر في جيوب من لم يعرف لهم " الجوع والفقر " أي طريق يهتدي بها إليهم ..!
وعلى الرغم من أن المواطن كان متردداً ومغلوب على أمره في هذه المعركة ، وفاقداً للأمل المشرق الذي من الممكن أن يأتي به أعضاء مجلس السابع عشر ، فكان يتقدم خطوة ويرجع عشر إثر ما لمسه من أعضاء المجالس السابقة ، إلاّ أنه ومن أجل الوطن قد ذهب لصناديق الإقتراع وأدلى بصوته .. !!
وما يدور من سيناريوهات في كواليس قبة البرلمان للوصول إلى توافق حول شخص رئيس الحكومة القادم لا يعنينا بقدر ما يعنينا أداء المجلس وأعضاءه النواب الذين وصولوا قبة البرلمان على ظهورنا وظهور كل الغلابى والمقهورين في هذا الوطن ..!!
فمعركة التوافق من نواب لهم توجهات متباينة وأفكار غير متزنة هيّ من ضرب المستحيل سيّما أن الوضع السياسي والأمني الذي يدور على الساحة العربية لا يحتمل تأجيل أو انتظار توافق وجهات نظر نواب " حديثي التجربة غير متمرسين للعمل السياسي " حول شخص رئيس الحكومة وخاصة أولائك الذين ينادون بحكومة برلمانية مئة بالمئة ويسعون وراء مفهوم التنظير متناسين التطهير لكل بؤر الفساد الجاثمة على جسم الوطن وكتمت أنفاسه عن الشهيق وطالت كرامته التي كان على الدوام يشمخ بها ..!!
فالنظريات والخطابات الرنانة والمزايدات التي يلجأ إليها نوابنا " الخداج " لا تعنينا بقدر ما نبحث عنه من خلال الميدان والتطبيق العملي لكل ما من شأنه خروج الوطن من مأزق الوضع الإقتصادي المتردي والعمل على إيقاف تزايد المديونية والتخلص من عواقبها التي أثقلت كاهلنا ..!!
وكما تعودنا طيلة عيشنا على ثراى هذا الوطن ومنذ تأسيس الإمارة أن مرجعيتنا في تشكيل الحكومات هيّ إرادة ملكية سامية ، يكلف بها جلالة الملك شخص الرئيس الذي يدأب بدوره على انتقاء وفرز أعضاء حكومته الذين سيتشاركون معه في إدارة شأننا الداخلي والخارجي بنوع من المسؤولية والجدارة على إدارة الأزمات السياسية والاقتصادية التي قد تعصف بالوطن ..!!
لكن مصيبتنا أننا كثيراً ما نستعجل الأمور ، وقبل أن يلتقط أيّ رئيس حكومة جديد أنفاسه نبدأ بتشويه صورته وكيله بما لا يتناسب ووضعه الرسمي من الاتهامات غير المبررة ، ثمّ نذهب ونطالب برحيله وكأن به سقط علينا من السماء غير مدركين أن كل من تسلموا هذا المنصب رغم تفاوت " ضمائرهم " هم من أبناء الأردن الذين عشقوا الله والوطن والمليك ، فليسوا مستوردين لضرفٍ آنيّ ثمّ يغادرون ، وما حصل بالأمس وتحت قبة البرلمان من لدن بعض النواب هوّ دلالة واضحة على عدم انتمائهم لهذا الوطن وجهلهم باحتياجات شعبه حتى يشوهوا صورته الطيبة تحت القبة التي يجب أن يجلسوا تحتها لا من أجل تهرصاتهم المنبوذة بل من أجل تشريع ما يزيد من شأن الوطن والمواطن تقدماً وازدهاراً ..!!
لذلك .. ستبقى مرجعيتنا الأمّ هيّ الإرادة الملكية السامية التي يختار بها جلالة الملك " أمدّ الله بعمره " رئيس الحكومة وعرضها على مجلس النواب لطرح الثقة بكل أمانة وموضوعية ..!!