معتصم القضاة
يقال أن رجلاً كثير العيال قليل المال كان يشكو سوء الحال زمناً طويلاً. لا يدري كيف يطعم أبناءه الجياع أو يكسو أجسادهم العارية، وزاد في الطين بلّة عندما فارقته ونيسته وأم عياله( رحمها الله كانت مدبّره)
خرج الرجل المسكين من بيته يبحث عن رزقه وطعام أبنائه، وحال فراغه من عمله الذي لا يكسب منه سوى اليسير، توجه إلى سوق البلدة باحثاً عما يشبع بطنه ويخفف من أنين أبنائه الجوعى، ( طبعاً ما حدا شافه وهو رايح عالـ ....) فرأى بائعاً يعرض كيساً كبيراً من العدس بسعرٍ زهيد، فلم يتردد في شرائه. وعاد إلى بيته محملاً بهذا الكيس. ( مع ابتسامة صفراء ) واستمر يطعم أبناءه منه اليوم بعد الآخر حتى ملّوا منه ( من العدس) وأصابهم التذمر والضجر ( كحال الشعوب الكحيانه )..
أمام كل هذه الحالة النفسية والمعيشية والمديونية وكثرة الشكوى وعدم الشكر، قرر الأب أن يدفن أبناءه ويرتاح منهم (يلهوي)، لعله يجد حياته من بعدهم ( كما زيّن له مستشاره المش مخلص أبو العُريف )، فحفر حفرة كبيرة ووضعهم فيها، وأصابته الدهشة أن أحدهم لم يقاوم أو يعترض أو حتى ينكر عليه فعلته، ( تقول خرفان)!!
استمر في عمله حتى مرّ عليه جاره ( كثر الله من أمثاله) فسأله : ماذا تفعل ؟ فقال بكل بساطة : الحال سيء والمديونية عالية والأولاد لا حمداً ولا شكوراً!!! فقال له جاره: اذهب إلى السوق وخذ كيساً رخيصاً من العدس وأطعهم..
فرد الأولاد بصوتٍ واحد : عدس!! ادفن .. ادفن!!!
***
لا أدري لماذا تخطر هذه القصة ببالي منذ اليوم الأول لمشاورات اخيار رئيس الوزراء ( على إعتبار إنه رح يكون رئيس وزراء أصلاً)، وأخشى ما أخشاه أن يصيبنا من القرف ما أصاب هؤلاء الأولاد لحظة سماع الاسم ( ... )