ليكن النواب وزراء .. وهذا " الميدان يا حميدان " ..!!
قد يكون للمنادين من النواب ومن يساندهم في توزير النواب وفتح المجال لهم للمشاركة في تشكيل الحكومة القادمة وجهة نظر خاصة نحن لا نعرف عن خباياها أو ما قد تؤول إليه الأمور في حال شكلوا الحكومة .
ولكن تبقى الاستفسارات في داخلنا تسأل عن وجهات نظرهم تلك .. فنحن الناخبون " الشعب " عندما انتخبنا النواب كان من أجل أن يكونوا عين الرقيب على عمل السلطة التنفيذية " الحكومة " ، فإن تمّ توزير النواب فماذا سيحل بنا .؟ فهل من الممكن أن يستطيع " النواب الوزراء " مراقبة أدائهم بأنفسهم أمّ أن كلُ " نائب وزير " سيكون رقيباً على الآخر فتارة نائب وتارة أخرى وزير ..؟؟ ومن جهة أخرى هل سيستطيع " النواب الوزراء " إخراجنا من مأزق المديونية الخارجية التي أخرجتنا عن طوّرنا إثر تعاظمها المستمر ثم تصبح من مذكرات شعب كافح وناظل من أجل مستقبل مشرق يعيش فيه في بحبوحة اقتصادية ستنسيه كل آلآم الماضي ..؟؟!!
المطلوب من الحكومة البرلمانية " فيما لو تمّ التوافق عليها " وتحديداً النواب المستوزرون ، بيان خطة عملهم وبرامجهم الإصلاحية التي من شأنها إجابتنا على ما تقدم من استفسارات ، ويكشفوا لنا عما لديهم من أوراق رابحة تقود باقتصادنا الوطني نحوّ برّ الأمان دون المسّ بأمن المواطن الإقتصادي والإجتماعي ، وأن التذرع بأن " رفع الأسعار " هي الوسيلة الوحيدة للخروج من مأزقنا الاقتصادي مرفوض قطعاً ..!!
لذلك .. ولأن المواجهة والمكاشفة هيّ عنصر رئيس لحلّ خلاف أو تقارب وجهات النظر بين طرفي معادلة للوصول إلى حالة توافق قد تكون مرضية للجميع ، نؤكدّ بشدة بوجوب اللجوء إليها كخطوة أولى نحوّ حلٍ سليم يقينا من فوضى قاتلة تسود فيها الأهداف الثانوية ثمّ تتوه الأهداف الرئيسية المرجوة بين الأرجل .. !!
فالتحكيم الأمثل في حال عدم الوفاق هو اللجوء لطرف " ثالث " محايد ويمثله في حالتنا هنا هو الشعب عبر " الاستفتاء الشعبي " الذي يمثل دائماً الأكثرية في حياة الدول والهدف الأسمى لكل سياساتها .. واقتراع الشعب في الانتخابات النيابية التي عادة ما تفرز اختياراته في من يمثله وينوب عنه " النواب " لا ينفي وجود مفهوم " الاستفتاء " .. !!
لا بد ومن أجل الوطن ودوام سكننا من وجود بعض التنازلات من جميع الأطراف حتى نصل للمراد الذي يرجوه كل ذي ضمير حيّ ، وأن لا يضيرنا استوزار النواب بل نفتح لهم الأفق والمساندة ، وهذا الميدان يا حميدان إرحمّ وائتنا بما لم يكن في الحسبان ..!! م . سالم عكور akoursalem@yahoo.com