زاد الاردن الاخباري -
ينظر مراقبون ومحللون للغة التصعيد الأردنية ردا على قرار إسرائيل تهجير آلاف الفلسطينيين باعتبارها لهجة جديدة في خطاب الدبلوماسية الأردنية نحو إسرائيل منذ توقيع اتفاقية السلام بين البلدين عام 1994.
وكان وزير الدولة لشؤون الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية نبيل الشريف قال في مؤتمر صحفي الأربعاء الماضي، إن الأردن يحتفظ بكافة الخيارات السياسية والدبلوماسية للرد على القرار الإسرائيلي.
وحملت لغة جلالة الملك عبدالله الثاني تحذيرات لإسرائيل من استمرار سياساتها في القدس التي قال إنها خط أحمر بالنسبة للأردن الذي يحتفظ بدور الإشراف على الأوقاف الإسلامية في المدينة المقدسة.
تهديد مباشر
ويؤكد مصدر مطلع على ما يدور في مطبخ القرار السياسي والأمني الأردني، أن عمان ترى في قرار إسرائيل تهجير آلاف الفلسطينيين "تهديدا مباشرا للأردن".
ويكشف المصدر –الذي فضل عدم ذكر اسمه- عن أن ما يؤكد خطورة القرار هو أن المملكة بدأت تحركا على المستوى السياسي تمثل في اتصالات للسفير الأردني في تل أبيب مع الخارجية الإسرائيلية، واتصالات أردنية مع أطراف دولية خاصة الولايات المتحدة للتحذير من عواقب القرار.
وفي خط متواز –يقول المصدر- قامت عمان باتخاذ سلسلة من الإجراءات على الأرض أهمها إجراءات ترصد أي حركة غير طبيعية على الجسور، والتنبه لعدم التجاوب مع أي قرارات إبعاد إسرائيلية للأراضي الأردنية.
وخلال السنوات الأخيرة أثارت إجراءات الدائرة حول سحب الجنسيات من أردنيين من أصول فلسطينية -خاصة من أبناء الضفة الغربية- جدلا بين مؤيد لها يرى أنها تعمل على تثبيت الفلسطينيين في أرضهم، وبين من يرى أن إجراءاتها تنتهك حقوق الإنسان وتجعل مصير آلاف العائلات في مهب الريح.
وجاء سقوط صاروخ من نوع غراد الخميس الماضي في مدينة العقبة كمناسبة لتذكير معارضين أردنيين حكومتهم بأن العلاقة مع "العدو" عبء أمني يهدد الأردنيين.
تصعيد إعلامي
ويرى المحلل السياسي ومدير تحرير صحيفة العرب اليوم الأردنية فهد الخيطان، أن التصعيد الأردني تجاه إسرائيل "لن يتجاوز التصريحات الصحفية إلا إذا أقدمت إسرائيل على ترانسفير حقيقي".
وأضاف أن "هذا التيار يقول إن خرق إسرائيل لمعاهدة السلام لا يبرر للأردن خرقها". ويلفت إلى أن هذا التيار يرى أن خيارات الأردن ضيقة، رغم إقرار أصحابه بأن العلاقات مع إسرائيل تمر بأسوأ وأخطر مراحلها.
ويعيد معارضون أردنيون طرح سؤال مستمر مفاده "ما هو الحدث الذي سيدفع الأردن لقطع علاقاته بتل أبيب؟"، وبنوع من الاستهجان يجيب هؤلاء: "لا شيء".
الجزيرة نت