استعاد مواطن هندي بصره أمام الكعبة المشرفة بعد أربعة أعوام من إصابته بالعمى وسط تهليل وتكبير من الطائفين ببيت الله الحرام، وقال المواطن الهندي عبدالعزيز بدر الدين الكشميري إنه لجأ للحرم الشريف بعدما فقد الأطباء والمعالجون في بلاده كل أمل في علاجه بدرجة دفعته في إحدى المرات إلى التفكير في الانتحار بسكين المطبخ.
وذكر الكشميري فى مقابلة مع صحيفة “شمس” وقد اغرورقت عيناه بالدمع وهو يشير إلى الكعبة المشرفة أنه بعد نجاته من محاولة الانتحار ألح على أفراد عائلته ببيع محتويات البيت لتدبير تذاكر سفر لأداء العمرة واستجابت الأسرة الفقيرة لطلبه، وخلال قيامه الليل بالحرم المكي كان يدعو الله أن يرد له بصره وذات مرة أخذته غفوة رأى فيها رؤيا بأن عليه مداومة غسل وجهه بماء زمزم وأداء ما تيسر من النوافل في أوقات السحر والإكثار من الدعاء والمناجاة أن يرد له الله بصره، وأثناء الدعاء في إحدى المرات كان يبكي بخشوع ومسح دموعه وإذا به يرى الكعبة فخر على الأرض ساجدا شكرا لله، وكشف الكشميري عن صبي من جنسية إفريقية سخره الله تعالى له خلال فترة فقدان بصره كان يحضر له الطعام والشراب ويحضر له ماء زمزم ويأخذه للوضوء طلبا للأجر والمثوبة من رب العالمين.
لقد جعلني هذا الخبر أبحث عن التناقض في ذواتنا و أرى غيوما أعاقت بصيرتنا واحس بإنسان لم ينتظر قوانين الإرض لإن يأسه وحرمانه من البصر كان نفق للخلد لم يجعله
يستسلم بل عزيمته وارادته التي تحركت نحو الإيمان والبحث عن معرفة ما نجهل والإصرار
لغريزة البقاء جعله يتجه فورا الى من لايموت الى الحي القيوم فكانت لحظة تسعدنا وتعرفنا اكثر عن مدى عجزنا ونقصنا فمن قال انه يدري فانه لا يدري . وربما دوامة المادة لم تساعدنا
لنعرف قوانين الايمان القلبية وبوابة القلوب والخشوع مما يبيح الحوار من تاه وتعثر :
الى اين تتعثرون وتنكسرون الى اين تتيهون ايها المغرقون في دوامة المادة وجهل ماوراءها فتمهلوا وتصبروا وتطلعوا الى فوق بعيني القلب والبصيرة وان كنتم لا تستطيعون فعلى الأقل هناك من استطاع . فجسد الحواس لا يعرف ما بعد الحواس إلا اذا وقف على بوابة الإيمان بوابة المعرفة القلبية واخترق الحواس الحجرية .
الى اين تتسمرون وتصبحون مسمار الكتلة المادية تدقكم شهوات تبيح لنفسها سلبك دماءكم وإيمانكم ؟
حسكم وفكركم صنوان معا يسيران فهناك منكم من يستفيد فكرا يقترن بالصلاح وهناك من يرهق بحس يقترن بالثقل ويخالف الصلاح وانت الذي تختار .
نحن نعيش في كون جميل لكن من بحاره المثيرة والهائجة نعيش مع حوصلة المادة ومادام ان المادة من سننه فلا بد ان يقترن بها الألم ويصاحبها ويؤدي الى عثراتها .
الكون الجميل من سننه سكون الى ما فوق الإدراك سكون النفس والروح الى درب الإيمان لتعرف ان الألم مادة وان الإيمان يعاكسها فهو امتداد يغذي النفس والروح والعقل . ففي لحظة ما للخلاص من الألم فإنك لا يمكنك ان تهب نفسك للمادة وتنسى الإيمان بل عليك ان تعاكس ولا تشاكس اي لحظة الإيمان تجعل المادة فرسك لك وتلين قوانينها لا تنفيها .
وانا من ناحيتي ومن داخلي اقدم الشكر لله اولا ثم لهذا الرجل الذي عرف ان الأرض فيها قوانين ارادت ان تسلب حياته وتجعله قربانا لهمومه فاستدرك ان للكون إله عنده الصلاح ومنه الروح للبقاء فمد ذراعيه عند بوابة الروح الكعبة الشريفة فكان الإيمان مفتاح للدخول وكان الخشوع طريق العبور .
عاش مع ترنيمة المادة فصنعت له السدود فاختار الإنتحار ولكن ما فوق المادة
علمه ان لاتحتار وابحث عن ايمانك وابحث عن ذاتك لإن الذات والروح والعقل
ماهيات لا تدرك بسنن المادة فقط بل سنن من الأنوار لتخرجك من غل النار من
طينتك وترابك الى مرادك الى رحلة من الشك الى الإيمان فتصبح في لحظة الخشوع
قسم من الانوار فتسري الروح وتعرج الى رب الأكوان وتقول انا المحتاج انا العاجز انا الضعيف انا البشر انا من اكتسبت وزني من مادة وحيزت نفسي فقط بكوكب الإرض ونسيت ان للكون رب يقوده ويدبره وسهوت مع اسير الجسد .انا
من غيرت الكثير ولكن لم ابحث عن المصير الهي عبدك أخطأ وتاهت بوصلته
فمن يعيدها غيرك . انت تختبرنا وضعفنا في نتائج الاختبار يشدنا نحوك فخذ بعثراتنا واشفي جراحنا وانزل علينا إيمانا عند كعبتك وتسليما لك عند كل شهيق وزفير لعل تجليات رحمتك توسع الصدور وتجلي الاحزان وتشفي الأمراض .
الكاتبة وفاء عبد الكريم الزاغة