يحار المرأ في أمر كوادر الأحزب الماركسية و الشيوعية في بلادنا. فهم ما يزالون في مواقعهم يبشرون و ينظرون. الغريب أن وجودهم في حد ذاته يشكل ظاهرة تحتاج التعمق و الدراسة. الشيوعية التي إنقرضت هي و أصحابها و ثبت فشلها في الفكر و التطبيق, إنكمشت و تجردت من كل ألوانها و أصبحت بلا مرجعية في العالم في حين أنها تنشط في بلادنا و لا تعدم الوسائل في حقن أفكارها و مبادئها التي فشلت و تشتتت في بلد المنشأ!!!!! كان العقاد رحمه الله قد كتب كتابه الشهير عن الشيوعية واصفا حال الفئة التي يغويها ذلك النوع من الفكر و تستهويها فكرة \\"التجرد من المسلمات و المرجعيات\\" مع أنها في حقيقة الأمر تقدم كل المسلمات و المرجعيات على حساب مرجعية الحزب و ضوابطه. في أردننا اليوم نحتاج إلى مؤسسات حزبية حقيقة, و لسنا في حاجة إلى أحزاب رأت النور منذ خمسين عاما و ما تزال في مهدها تمص أصابعها لتنشر بيانا هنا أو هناك و تستنكر على قطع من الورق المقوى , و تعود إلى البيت فتخلع الحزب و الوطن و الدنيا لتعود إلى أصلها قانعة بأن دورها يكمن في بث الموقف ثم نسيان الموقف و المحفز!!!!!!!