إعلان الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد عمر موسى أن نسبة البطالة بين الشباب العربي هي الأعلى بين كل شباب العالم, نتيجة مقلقة وخطيرة جدا, وينبغي الوقوف عندها كثيرا من كل المعنيين بالمستقبل العربي القريب والبعيد. الشباب في كل امة ودولة هم الثروة الحقيقية لها, فهم الطاقات المؤهلة المتجددة وهم صناع المستقبل, وهم القوة, ورأس المال الذي ينبغي الاتجار والاستثمار به. أعظم الاستثمارات وأنفعها هي تلك التي تركز على الموارد البشرية بشكل عام والشبابية منها بشكل خاص. المستقبل أو القادم من المستقبل يظهر بوضوح أن الاستثمار الانجح والأربح هو ذاك الذي يستفيد من طاقات الشباب ويوظفها في المكان والوقت المناسبين. الدول المتقدمة تولي قطاع الشباب بشكل عام مسؤولية واهتماما كبيرين, لأنها تعلم أن الشباب هم المستقبل, لذلك نلحظ أن مجموع ما تنفقه أو ترصده هذه الدول لدعم قطاع الشباب وتهيئتهم لصناعة المستقبل يشكل الرقم الأعلى والاهم بين كل الأرقام التي قد تظهر في موازناتها. الشباب العربي وهم الذين يشكلون أغلبية السكان في الوطن العربي ضائعون ويلهثون خلف حلم تحقيق الذات, حلم الاستقلال وحلم الحياة. الوظيفة أو العمل هي بوابة بناء شخصية الشاب وتحقيق أحلامه, والوظيفة في عالمنا العربي لا تأتي في اغلب الأحيان إلا بعد انتظار طويل, وحين تأتي فإنها لا تأتي ولا تحمل معها إلا القليل القليل. الوظيفة للشباب العربي هي الخطوة الأولى, والمدماك الأهم في بناء وتحقيق الذات, فبالوظيفة يبدأ الشاب رحلة الاستقرار والاستقلال والشعور بالمسؤولية وتحقيق الذات وخدمة نفسه وأسرته ومجتمعه. الأيدي الفارغة وغير العاملة هي الأخطر على قوة الدولة ومتانة نسيجها الاقتصادي والسياسي والاجتماعي, الأيدي الفارغة تتحول إلى أيد شيطانية تعبث بأمن المجتمع وتحوله إلى مجتمع ضعيف ضائع لا طموح ولا مستقبل له. الشباب ينبغي أن يهتم بنفسه ويعي حجم المؤامرة, وان لا يكون فريسة سهلة لأولئك الذين يحاولون أن يغرقوه في جسده وفي أشياء صغيرة وحقيرة. رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم يقول: نصرت بالشباب, فالشباب المؤهل والمدرب هم الثروة الحقيقة التي تحتاجها الأمة لتقف على قدميها بثبات وقوة ولتحقق ذاتها ومستقبلها الذي يليق بها. الدول العربية وكل مؤسساتها التربوية والفكرية ينبغي أن تقف كثيرا عند نتائج هذا المسح , وان تتخذ كل التدابير التي من شانها أن تستفيد من طاقات الشباب وإمكاناتهم التي هي أهم من كل طاقات الوطن العربي من الذهب والبترول أو أي مصادر طاقة أخرى. الشباب العربي هم الطاقة الحيوية المتجددة التي لا تنضب, والتي نتفوق ونتفرد بها على معظم دول العالم ,والتي ينبغي أن نعطيها جل اهتمامنا وأولوياتنا ولا نضيعها, فالشباب هم المستقبل والمستقبل هم الشباب.