أتناول هذا الموضوع على الرغم أنني لست كاتب سياسي أو محلل استراتيجي أو ممن شغل منصب يؤهله للحديث عن مثل هذه المواضيع ولكنني أتحدث عن هذا الحدث المهم باعتباره مرحله من المراحل الخطيرة التي عاشها المواطن العربي وما زال يعيش أثارها حقائق شاهدناها بالصوت والصورة ولا يمكن لأحد أن ينساها أويتناساها فقد كانت ارمه الخليج والتي سميت بهذا فيما بعد من القضايا التي قلبت الموازين وجعلت العرب عربيين كما يقولون والتي كانت مفصلا تاريخيا غيرت كثيرا في حياه ألامه في مختلف نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وغيرها من النواحي ولن أطيل عليكم وسأتحدث عن مراحل احتلال العراق بطريقه أشبه مايكون بمسلسل يحتوي على مشاهد وسأبدأ.
بالمشهد الأول : انتهت الحرب العراقية الايرانيه في أواخر الثمانينات والتي دامت ثماني سنوات دفعت الدولتين خسائر فادحه في الأرواح والأموال وانتهت بإعلان المرشد الديني للثورة الايرانيه أيه الله الخميني القبول بوقف إطلاق النار والتي وصفها كأنه يتجرع السم على قبوله بذلك ولن أتكلم بتفاصيل وأسباب ومجريات هذه الحرب .
المشهد الثاني :القيادة العراقية تقيم عرضا عسكريا ضخما يتم فيه استعراض المعدات والاسلحه العراقية المختلفة أضافه للاسلحه التي تم الاستيلاء عليها من القوات الايرانيه وبرعاية الرئيس الراحل صدام حسين وبحضور عدد من الرؤساء والملوك العرب ومن بينهم جلاله الملك حسين بن طلال طيب الله ثراه.
.
المشهد الثالث :ورود أخبار عن نية إسرائيل مهاجمه المواقع العسكرية المهمة في العراق والرئيس صدام يرد على هذه الأخبار والمزاعم بعقد مؤتمر صحفي يحذر فيه القيادة الاسرائيليه من مغبة القيام بحماقة في الهجوم على بلاده ويقول بالحرف الواحد إذا قامت إسرائيل باستهدافنا فسنحرق نصف إسرائيل وهذا المؤتمر رأيناه جميعا ومن لم يرى فليذهب إلى ألنت فسيشاهد تفاصيل المؤتمر كاملا وقام الأعلام الغربي وبناء على رغبه إسرائيل بحذف ألفقره التي تقول إذا قامت القوات الاسرائيليه بمهاجمتنا سنحرق نصف إسرائيل وركزوا على أن الرئيس العراقي يهدد بحرق إسرائيل لقد لعب الإعلام دورا كبيرا في تهيئه الأجواء ومن هنا بدأ احتلال العراق لا بل أن التهديد الذي أطلقه الرئيس الراحل صدام حسين في هذا المؤتمر لإسرائيل هو السبب الرئيسي لكل مراحل الاحتلال وان ماحدث فيما بعد ما هو إلا سيناريو إسرائيلي أمريكي وتنفيذ المتعاونين .
:المشهد الرابع الإعلام الإسرائيلي يشن حمله إعلاميه ضد العراق ويوظف كل إمكانياته في تضخيم الخطر العراقي والإعلام الغربي والأمريكي يتبنى المشاركة الفعالة واستحواذ الموضوع العراقي للخبر الأول في كل النشرات الاخباريه على مستوى العالم ومن الطبيعي أن يكون كذلك في الأخبار العربية ومن هذه الأخبار اليونان يعيد سفينة محمله بالمعدات إلى العراق إلى البلد الذي جاءت منه وتركيا تمنع سفينة محمله بمواسير ومعدات صناعية من المرور إلى العراق خوفا من استخدامها لإغراض عسكريه وتركيا في تلك الفترة ليست تركيا في عهد اردوغان وحصار بحري محكم من قناة السويس تمنع أي بواخر أو سفن محمله بأي شيء يمكن الاستفادة منه في ألصناعه العراقية حتى لا يسخر لأمور عسكريه.
وهذا يعني أن الجيوش الامريكيه والغربيه جاءت لهدفين لا ثالث لهما أولا من اجل إسرائيل والثاني من اجل النفط ولم تأتي لحماية احد أو من اجل نشر الديمقراطية التي شاهدناها في سجن أبو غريب وما يؤكد ما أقول تأكيد الشيخ حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها الذي قال في إحدى مقابلاته على قناة الجزيرة أنني حملت أخر مبادرة للرئيس الراحل صدام حسين ومضمونها أن يعلن السلام مع إسرائيل وعندها لن يبقى جندي أمريكي أو أجنبي واحد في الشرق الأوسط
أما باقي المشاهد والتي تروي تفاصيل تنفيذ هذا السيناريو وكشف الأطراف المشاركة فيه فسأتركه للمستقبل ليجيب عليه لان الشمس لا تغطى بالغربال وستنجلي الحقيقة يوما ما ويعود الحق إلى أصحابه بعد أن يقدم المجرمون وأعوانهم للعدالة.