حركات التحرر في العالم اجمع منذ يومها الأول تكون على دراية بفقه الأولويات من خلال تحديد الاهداف وحدود الدولة بصورتها العامة ،باعتبار هذا الامر بمثابة ركيزة أساسية حيوية تندرج في خانة الضرورات بالنسبة للشعب. ان أول لبنه يتم تشيدها في مسيرة إي حركة تحرر وطني تقوم على رسم خطواتها،اقصد هنا بيان القواعد والثوابت انطلاقها لتحديد ماهية الحركة\"نحن\"وبيان وتحديد المحتل \"هم\"للوصول الى بيان من هو صاحب الحق المشروع. ان الذي الهدف من هذا بعيد عن الأطر الأكاديمية والسيوثقافية والقومجية والوطنية المجردة،انما هي مفتاح لمشكل السياسية انطلاقا من تحديد الأولويات الغير قابلة للتنازل والتفاوض،هذه القيم والأهداف وما ينبثق عنها من أولويات ما هي في الحقيقة الامر إلا لبنة لبناء مشروع حقوقي شعبي بكافة صورة وتصوراته الحضارية. ان هذا الامر يقود الى اليسير وفق خطوات واضحة المعالم، يصير خلالها معروف من هو الذي يدخل المشروع التحرري من أبناء هذا الوطن
،ومن لا يدخل،وتحديد من هو الصديق ومن هو العدو،من هو صاحب الرسالة النضالية الخالدة الذي لا يتزعزع ومن هو المتخاذل المستسلم الخائن لدينة ولوطنه ولعاداته وتقاليده . اكتب هذا جراء إصابتي بحالة إحباط، سيما عند التفكير في العشرات الرأسماليين الفلسطينيين المالكين لمئات الملايين ،لكنهم للأسف عامل ضعف لا قوة،كونهم استقالوا من القضية ولم يقدموا في سبيل التحرر ولو ثمن رصاصة واحدة.!! كونهم يعتبرون الوطن في نظرهم بمثابة شركة خاضعة لفلسفة الربح والخسارة يستوجب التي تسيطر على عقولهم،لكنهم في الحقيقة يسهمون في تقوية شوكة المحتل ومساعدته بشكل مباشر وغير مباشر.
من المحزن بمكان ان نجد العشرات من كبار رجال المال اليهود يتبرعون بمئات الملايين دعما للكيان الصهيوني دون ان يحثهم احد على فعل ذلك،اللهم خلا شعورهم بالمسئولية اتجاه قضيتهم الأسطورة.للأسف نحن نفتقد هذا في \"عباد الدرهم والدينار\"من أبناء شعبنا الفلسطيني. ان كانت المعادلة الفلسطينية لا تقبل القسمة،هذا يعني ان التحرير امر واقع مهما طال الاحتلال،إلا يتطلب هذا دعما لا حدود له،يتساءل البعض،من هو الفلسطيني الحق؟هل يصح اعتبار الرجل الذي يخون وطنه ليتعاون مع عدونا فلسطيني؟هل يكون فلسطينيا من يتعاون مع عصابة دايتون؟ايصير فلسطينيا من يبخل على شعبنا وهو من أصحاب الملايين والقناطير المقنطرة؟أيكون فلسطيني من يوجه بندقيته صوب صدر أخيه لا عدوه؟ا يجوز اعتبار من يبيع أرضه للصهاينة فلسطيني؟ كيف لنا اعتبار من يتاجر بإعراض نساءنا، فلسطيني؟كيف وكيف وكيف وكيف ؟ الفلسطيني الذي نريد ونحب،هو ذك الذي ضحى ماضيا وقدم حاضرا وسيستمر مستقبلا،هو من عطر بدمه الشريف ترابنا الطاهر،
من مازال ثابتا مستقرا محتسباً في أرضه،الذي مازال مصرا ان يحكي لنا وللأجيال القادمة حكاية محب،حكاية عنوانها تضحية واستشهاد،تخطت حدودها إلف ليله وليله،هو الذي استشهد وتشرد من اجل ان تبقى البسمة مرسومة على وجوهنا السوداء.الفلسطيني الذي نريد ونهوى من يعرف التاريخ بلادنا بتفاصيلها،من يجعل من أبناءة غرسا يمسك بالارض ويحفظ العرض،من يبقي جذوة الحق المغتصب مشتعلة لتذكير العالم بمشروعية قضيتنا. نريد فلسطيني يرفد قطار الشهادة بالأجساد والأرواح ليتحرك من جديد،لا بالأغاني والمسخرات والشجب والتنديد والاستنكار،نريد فلسطيني يقف بوجه ولدنات عباس،ومشعل،وهنية،وكل الفصائل،يقول بعالي الصوت كفى،لقد مللنا حركاتكم الصبيانية التي شجعت وقوت شوكة المحتل.
نريد فلسطيني يعي حقه الشرعي،كامل الحق لا المجزوء،يناضل من اجل تحرير يافا وحيفا قبل تحريره القدس،نريد فلسطيني يزرع في أبناءه فلسطين كما شجرة تتجدد كلما أتى ربيع،لا ان يبقيهم جهلة بثقافة الأرض والعرض والنضال. افرح عندما أتعرف الى شخص جديد،وازداد فرحا عندما يكون من أهل الضفة،او يافا،او حيفا،فانا اضمر في قراره نفسي إضافة معلومة جديدة الى مخزوني يكون مصدرها هذا الشخص،عن قرى وعوائل وتاريخ النضال الفلسطيني،لكنِ أصاب بجنون قاتل ان قال لي انه لا يعلم شيئا عن مدينة ومسقط رأسه إلا اسمها،جاهلا بأقل أبجديات النضال المستمر دولابه الى هذه اللحظة،أليس هذا عار عليه وعلى أهله،اسأل نفسي هنا سؤال جارح
،كيف لي ان اعتبر هذا الشخص فلسطينيا وهو جاهل تماما بمكنونات السر فلسطيني كيف ؟؟؟؟ يحضرني هنا قصة عشتها قبل سنوات،بطلتها فتاة لقيتها في مجمع النقابات،ابان المظاهرات التي عمت إرجاء المملكة منددة بالعدوان الصهيواميركي على أهلنا في غزة،كانت الفتاة تقود الجموع من خلال أغانيها الثورية الحماسية،عندما اقتربت ونظرت اليها وجدت العلم الأمريكي يزين كتفها،أحبطت،قلت: يا له من تناقض غريب،اسودت الدنيا بوجهي،عدت ادراجي اجر أذيال الخيبة،متسائلا هل يمكن ان يحرر هؤلاء فلسطين،هم لا يعرفون عنها شيئا،اللهم خلا الأغاني الثورية والحظه البيضاء،لا أخفيكم سرا ان قلت إنني هربت من المكان،لكن بقيت في القلب حسرة مستمرة الى ألان. في النهاية كما البداية،نريدُ فلسطينيا مجرد من لحقد على أخيه الفلسطيني،فهل يعقل و يصح ان تبقى الحال بين فتح وحماس على هذه الصورة المخزية المقرفة،حتى بتنا نزداد ضعفا في حين يزداد عدونا قوة وجبروتاً،لقد مللنا منكم ومن تفاهاتكم وانقساماتكم التي تسيطر عليها مصلح فردانية لا حقوقية،تؤكد وجودنا ومشروعية نضالنا،اجل لقد مللنا منكم قسماً بالله لقد مللنا منكم قسما ً....الله يرحمنا برحمته ...وسلام على أردننا الهاشمي ورحمة من الله وبركاته. خالد عياصرة
Khaledayasrh.2000@yahoo.com