وكما هي حقيقة مواقف الاردن الوطنية والقومية دائما تجاه شعبنا العربي الفلسطيني الأبي وقضيته العادلة ، فقد عودنا الأردن العربي الهاشمي الوطني الأصيل النبيل أنه كان وما زال ويبقى دائما بالمقدمة دفاعا عن فلسطين وشعبها وقدسها وأقصاها ومقدساتها ، لأنه من القليل اللذين يجدهم شعبنا إلى جانبه في النائبات ، والبدر المضيء الحان في الليالي الحالكات ، وذي الوجه الواحد المؤمن الحسن بمواقفه الداعمة والثابتة والرافعة ، ففي كل المنعطفات التي مرت بها القضية الفلسطينية كان الاردن بوابتها الرحبة التي تمر وتنطلق منه قوافل ومساعدات الخيريين لنصرة شعبنا وللتخفيف من معاناتهم ، ورئة فلسطين ومتنفسها التي تحتضن آمال وأحلام شعبنا ، فيشعر الاردن بآهاته وأنينه قبل أن يستشعرها غيره ، ويتحسس آلامه ومعاناته قبل أن ينطقها أو يحس بها غيره ، والقلب الدافىء الذي يحتضن شعب فلسطين لئلا تهضم حقوقه أو يضام ، ويتفهم قضيته بحلوها ومرها ، بتشعباتها وخصوصيتها ، ويحنوا على القدس والأقصى والمقدسات ويرعاها ، فكان الاردن بشعبه وقيادته وسيبقى أنموذحا يحتذى حبا وعطاء ووفاء لفلسطين ، يزهوا ويفخر شعبنا بقربه وحبه وبانجازاته .
فكثيرة هي العطاءات الاردنية دفاعا عن القدس والاقصى وفلسطين ، منها وليس آخرها مكرمة جلالة الملكة رانيا العبد الله ملكة الأرض الفاضلة والإنسانية أجمعين ذات القلب الواسع الكبير والعقل الراشد الرزين ، لصالح أطفال القدس وشعب فلسطين ، والتي تؤمن أنّ الأوطان تبنى بالعلم والعمل ، وأنّ النصر لن يتحقق إلا بهما ، فأطلقت مشروعها التنموي الوطني الإنساني ( مدرستي فلسطين ) من أجل النهوض والرقي بأطفال وشباب فلسطين ، والأخذ بيدهم بعيدا عن التجهيل الذي تسعى إليه إسرائيل ، لأنهم اللبنة الحقيقية في جدار الصمود الفلسطيني ، والزنود العاملة المستقبلية لنهضة الوطن وبناء الدولة الفلسطينية الحرة المستقلة ، والذي جاء ترجمة فعلية لإحدى مكارم الهاشميين حماة وبناة القدس المدافعين بحق عن قضية وشعب ومقدسات فلسطين ، والذي يهدف لتثبيت المقدسيين فوق أرضهم ، والوقوف سدا منيعا بوجه المحاولات الإسرائيلية الهادفة لتجهيلهم وقتل طموح وآمال وآحلام أبناءهم ، ومحاولات طمس حقوقهم ومعالمهم الوطنية والثقافية .
ففلسطين الجريحة والقدس الأسيرة والمقدسات الإسلامية والمسيحية التي تتعرض للنهب والسلب وللتهويد ولخطر التدمير، تحتاج في هذه الأيام لعون أمتها ولمواقفهم العملية أكثر من أي وقت مضى ، فمواقف الاردن النبيلة رسالة لكل العرب والمسلمين وأحرار العالم الشرفاء أن يختاروا نوعا ما من المساعدة لشعب فلسطين لتمكينه من حقوقة ولمساعدته على الثبات فوق أرضه ومقاومة محاولات تهويده وسرقة إرثه وتراثه ، فكثيرا مثلا هي البيوت الآيلة للسقوط في القدس وفي أنحاء فلسطين ولا يجد أصحابها المال اللازم لترميمها ولاستخراج الرخص الخاصة لذلك بسبب التكاليف والرسوم الباهظة التي يفرضها الإحتلال ، وكثيرة هي الاسر الفلسطينية التي فقد ربها عمله داخل السوق الإسرائيلية ويتحتم على أمتنا رفدهم بالمال بالمال اللازم شهريا عبر السلطة الوطنية الفلسطينية ليعينهم على الحياة والصمود ، فشعبنا ينتظر من أمته دائما مبادرات وطنية شبيه بالمبادرة الملكية الأردنية العملاقة لإيقاف مسلسل الطرد والتهويد ، ولنقل شعبنا الفلسطيني من متهالك ومضطر للعمل في سوق العمل الإسرائيلي إلى مرحلة العفاف والاكتفاء ومن منتظر للفعل الإسرائيلي العنصري تجاهه إلى مبادر لصنع الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس .
فهنيئا لك يا شعبنا بالأردن والأردنيين ، وهنيئا لك بالقيادة الهاشمية الراشدة التي ما عرفت يوما إلا العلم والبناء والعمل ، وما أعتقدت إلا بالدين والأمل ، وما زاودت ولا ناورت ولا كذبت ولا فجرت ، ففي حين صدحت ألسن كثيرة بجعجعة الكلام فما ترى لها طحن ولا فاضلات ، وأمنت بقرقعات المزاودة وبعطاء ( سوف ) من خلال منابر وصفحات الإعلام ، آمن الأردن بالعطاء الفعلي والبناء الحقيقي وقدم التضحيات الجسام ، وفي حين خادعت بعض الوجوه وناورت ونافقت وما قدمت لفلسطين غير هواء في صحن حساء ، قدم الاردن لها كل ما يستطيع ويملك فشكرا لك سيدتي الملكة ودمت سندا لشعب فلسطين ، شكرا لك سيدي جلالة الملك أطال الله عمرك وأدامك ذخرا للقدس ولفلسطين ، شكرا لكم سادتي الهاشميين الكرام أهل النخوة والراية والعزة والكرم شكرا لشعبنا العربي الأردني الأصيل نعم الأهل والأنصار .