أصبحت اليمن الآن بؤرة التنبه الأميركي/الأوروبي بسبب عمر الفاروق الذي قيل انه تدرب في اليمن على الأعمال الإرهابية، مع أنه درس في الولايات المتحدة، وعاش فترة في بريطانيا.. ومن غير المعقول أن يذهب نيجيري إلى اليمن ليدخل جامعة الإرهاب.. فالأرجح والأقرب إلى التفكير المنطقي أنه انضم إلى القاعدة وهو في أميركا وبريطانيا.. وتم ارساله إلى اليمن ليتدرب!!. واليمن دولة لها نظامها الاجتماعي القبلي. ولها مستواها المدني في تداخل قوى الحكم والعناصر المؤثرة في تطوره، والأهم أن هناك تشابها في تكوينه مع أفغانستان، ومع الجزء الشمال/غربي في باكستان، ولذا فمن الطبيعي أن تكون هناك بيئة للتطرف الديني/السياسي، وبأن تكون لهذا التطرف حاضنته القبلية. ولعله ليس من الصدف التاريخية أن تكون الولايات المتحدة والقاعدة هما طرفا الصراع في أفغانستان وفي اليمن.. وأن تعاني المنطقة من هذا النمط الغريب من العداء القابل للامتداد لعناصر مختلفة وأسباب قد لا تكون متماثلة. فالصراع في أفغانستان امتد إلى باكستان، وامتد بعضه إلى العراق. واستفاد منه الإيرانيون على قاعدة عدو عدوي صديقي، فنحن نعرف القليل عن علاقة مباشرة بين مؤسس وقائد القاعدة ابن لادن وطهران ظهر منه وجود بعض أفراد عائلة ابن لادن في العاصمة الإيرانية، ويقال إن هناك عناصر قيادية من القاعدة في إيران!!. إن الشروط التي وضعتها وزيرة الخارجية الأميركية على حكومة صنعاء مضحكة، وتتساوق مع طريقة التفكير الأميركي. فما معنى وضع شروط على عاصمة لا تملك السيطرة على جزء من الدولة؟؟. وما هي المعونات والمساعدات التي يمكن أن تقدمها الولايات المتحدة للحكومة اليمنية لقاء أية شروط ومهما كانت في وضع شمال متمرد وجنوب صعب ؟!. لا يحتاج اليمنيون إلى معونة الولايات المتحدة ليدافعوا عن استقرار بلدهم وحريته وكرامته. فنحن نعرف ثمن المعونة الأميركية لباكستان، ولأفغانستان، وللعراق، وللبنان.. فهذه معونة هي أفضل وصفة لشلل حكومات هذه البلدان والتشهير بضعفها!!.