مناسبتان عزيزتان يلتقي بهما الشعب الأردني وفي ذات اليوم من كل عام ، تضفيان على جوارحه الجياشة ملامح الفرح والسرور كلما لاح طيف هاتان المناسبتان الإقتراب من موعده البهيج رغم تأوهاته على ما يصيب هذا الزمن من لحظاتٍ عجاف جعلت منه آلةً " فل أبشن " إلاّ من الإحساس نتيجة وضعٍ اقتصادي متقهقر ومتردي إلى أبعد حدود ..!!
هذا اليوم " عيد الأم ويوم الكرامة " يعني لنا نحن الأردنيون الشئ الكثير ، ففي المناسبتين " كرامة " لنا ، فتَذَكُرْ " الأم " والتودد إليها ، ونيل الرضى والذي يجب أن لا يقتصر على هذا اليوم فحسب ، بل في كل لحظةٍ من لحظات الحياة يعني أنه لا زال فينا بعضاً من إنسانية أو بقايا ضميرٍ حيّ قد ننعشه بمزيداً من الفعل الطيب ، فبمقدار تكريمنا لهذه الأم ستكون كرامتنا ، هذه الأم التي كان لنا من كل جزء منها حظاً ولم تبخل علينا بجميل احساسها ، بل دائمة السبق بعظيم حنانها وعطفها وعطائها حتى في عبراتها السخية التي كثيراً ما تشق وجناتها إن تألمنا أو وخزتنا الأيام بِمُرّها . أما تستحق هذه " الأم " منا التكريم ثمَّ نظفر نحن بتكريم السماء ..؟؟
أما كرامتنا في " يوم الكرامة " هي كرامةٌ بعد نصر على أعدائنا وأعداء ديننا الحنيف الذين دأبوا على استباحة كل شئ منا ، أرضنا ودمنا وكل ما فيه كرامةٌ لنا ، وأن تقهر وتردّ كيد المعتدي إلى نحره ، وكسر شوكته التي كانت كثيراً ما آلَمَنــا وخزها ، هيّ الكرامة بعينها التي نطلب تحقيقها في الأرض ونحتسبها عند الله سبحانه في السماء ..!!
فكلا الكرامتين " الأم ويوم الكرامة " أسّها الحس بالإنتماء لمن كان له الفضل بالوجود بعد الله سبحانه وتعالى ، فإن غابت احداها عن ضمائرنا غابت معها كرامتنا وانسانيتنا ، لا فرق بين عاقٍ " لأُمّه " التي حملته وارضعته حتى كَبُرَ ثمَّ تخلى واستكبر ، وبين عاقٍ " لوطنه " الذي أواه واستظل سمائه وافترش ثراه ثمّ استقوى عليه وتجبر .. فرضى الأم هو كرامتنا في السماء كما الوطن هو كرامتنا في الأرض ..!!