منذ الآن بدأت الاستعدادات للقمة الدورية، التي ستنعقد هذا العام في طرابلس الغرب في الجماهيرية العظمى، وكما في كل مرة بالتركيز على ضرورة أن تكون هذه القمة قمة رأب الصدع الفلسطيني ويبدو أن هناك توجها لتأجيل المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية التي غدت حكايتها ك حكاية إبريق الزيت حتى نهايات آذار (مارس) المقبل لتكون هذه المصالحة المستحيلة هدية من الأخ قائد الثورة لشعب فلسطين العظيم الذي أبتلي تاريخيا بتعدد زعاماته وبكثرة تنظيماته. واستعدادا لذلك اليوم الموعود ولتلك اللحظة التاريخية فإن عملية تجميع الأوراق قد بدأت مبكرا فكل طرف من طرفي صراع الأخوة الأعداء أصلحهم الله قد باشر رحلاته المكوكية بين عواصم العرب العاربة والعرب المستعربة وكأن هذه العواصم بعيدة عن هذا الخلاف ولا تعرف عنه شيئا وكأن كل واحدة منها ليس لها أكثر من مسافة مقرط عصا مع هذا التنظيم أو ذاك. يوم الأحد الماضي زف رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية المقالة، التي وجهها إلى البحر وظهرها إلى الصحراء إسماعيل هنية البشرى إلى المتلهفين لإنهاء هذا الإنقسام بأن حركته، وفي الحركة بركة، مستعدة لتوقيع الورقة المصرية في القاهرة وليس في أي عاصمة أخرى.. ولكن.. وفقا لمنطلقات ومستجدات أخرى.. وعلى أرضية لا غالب ولا مغلوب!!. إنه مؤسف ومحزن أن يصل الاستخفاف بعقول أبناء الشعب الفلسطيني، الذي مرت من تحت جسر تاريخه الكفاحي الطويل مياه كثيرة وتنظيمات لا حصر لها وزعماء لم يعد أحد يذكر أسماءهم، إلى هذا الحد وإلى مستوى الحديث عن غالب ومغلوب وكأنه إنجاز أن يقتل الشقيق شقيقه وأن ينقلب تنظيم جديد وافد على حالة فلسطينية مر عليها مع نهايات العام الماضي أربعة وأربعون عاما.. فأي غالب وأي مغلوب ولا غالب إلا الله. ربما يتمكن العقيد القذافي أن يجمع رأس (أبو مازن) ورأس خالد مشعل على مخدة قمة طرابلس التي ستنعقد في نهاية آذار (مارس) المقبل لكن ما يجب أن يكون معروفا ومؤكدا منذ الآن أن مصير هذه المصالحة الموعودة سيكون كمصير مصالحة مكة المكرمة التي انتهت قبل أن يجف الحبر الذي كتبت به والسبب أن هناك في المعادلة الإقليمية من عز عليهم أن يفرطوا بورقة هامة في وقت هم بأمس الحاجة إلى هذا الورقة. ستدفع بعض الأطراف العربية في إتجاه أن تكون قمة طرابلس قمة المصالحة الفلسطينية الفلسطينية والسبب هو إخراج هذه المسألة من يد مصر وإظهار أن الدور المصري حتى بالنسبة للموضوع الفلسطيني لم يعد لا محوريا ولا هاما وهذا يعرفه المصريون ويعرفه الفلسطينيون كلهم ويعرفه العرب العاربة والعرب المستعربة ولذلك فإن ما هو مؤكد أنه حتى وإن استطاعت القمة الجديدة أن تأتي بما لم يستطعه الأوائل فإن إنجازها في هذا المجال سيكون عابرا ومؤقتا مادام أن مربط الفرس هو هناك عند الولي الفقيه.