نجح باحث اردني بعد جهد في حصر آلاف مؤلفة من نيماتودا النباتات وهي كائنات عضوية لها رمح مؤذْ تغرسه في جذر النبات فتسهم في تقليص الناتج الاجمالي للنبتة بواقع %15 فهي تتغذى على الجذر وتمنعه من امداد باقي النبتة بالغذاء ، الدكتور وليد ابو غربية وهو عميد سابق لكلية الزراعة في الجامعة الاردنية ومؤسس الجمعية العربية لوقاية النبات ورئيسها الاسبق مكث اربع سنوات في حصر هذه العضويات المؤذية في كتاب اكاديمي هو الاول من نوعه في العالم العربي ، فالكتاب يحصر انواع النيماتودا في الاردن والاقطار العربية وشاركه في البحث ثلاثون باحثا عربيا ويتحدث الرجل عن 500 الف نوع منها 10 الاف نوع نباتي ينشط هذا النيماتودا في المناطق الحارة تحديدا. الكتاب هو جهد قومي بحكم تنوع الباحثين ومخرجات مؤلفهم الهام بحصر هذه الافة في الدول العربية ومنها الاردن من جهة وهو جهد قومي من حيث توفير مراجع باللغة العربية في هذا المضمار من العلم من جهة اخرى. نيماتودا النبات وجدت من يحصرها ، ووجدت من يتفرغ للكشف عن حجم ضررها على النبات ، والسؤال المشرع والمشروع من يتصدى لحصر الكائنات العضوية التي تتغذى على جذر الانسان وجيبه وعقله ، من يتصدى لحصر ومقاومة نيماتودا الانسان في الوطن العربي كما تصدى الدكتور ابو غربية وصحبه الكرام لحصر نيماتودا النبات. هناك نيماتودا تغرس رماحا في قلب التربة على شكل جدار فولاذي ، وهناك نيماتودا على شكل سياسيين يزرعون انسباءهم واقاربهم ومحاسيبهم في كل ركن وزاوية وظيفية ، وهناك نيماتودا اقتصادية تمتص جذر وجيب المواطن العربي وتعتدي على قوته وتعبث في غذائه ودوائه. اشكال بشرية من كل نوع وجنس ، تهلّب وتسرق وتعبث في كل شيء ، نيماتودا تغرس رمحها في العلاقة بين الشقيق وشقيقه ، واخرى تغرس رمحها بين الاسرة الواحدة فتفتت الجذور وتعتاش على ضرب الجذر والساق والورق واللحاء ، واخرى لا ترضى بنفس النسبة التي تقبل بها النباتية من النيماتودا - اي %15 - فهي تريد كل الناتج. قبل فترة خرج بحث يتحدث عن التشابه الهائل بين النبات واعضاء الانسان ، فنبتة الجوز مثلا تشابه الدماغ البشري وحبة الكيوي مثل السرّة البشرية وهكذا ، ولم يتطرق البحث الى ان اعداء النبات ايضا يشابهون اعداء الانسان ، لكن الدكتور ابو غربية اكمل المشهد برمته ، فنحن نعاني من نيماتودا تمتص وعينا ومالنا وتاريخنا وجغرافيتنا ، تمتص حتى وعينا ووعي الجيل الجديد كما تمتص النيماتودا جذر النبتة. ثمة فارق بين اعداء النبات واعداء الانسان فأعداء النبات يمكن حصرهم لكن اعداء الانسان لا يمكن حصرهم وعلى عكس اعداء النبات فهم يرون بالعين المجردة ولكن يلبسون الف لبوس ولبوس ، تارة يلبسون ثوب التاجر ومرة ثوب السياسي ومرة ثوب الصحفي ومرات ثوب المثقف وهكذا الى اخر السلسلة دون ان يحصرهم ويحاصرهم احد ، ثمة تشابه وحيد ، ان آفة تقضي عليهم الشمس بطاقة الكشف وطاقة الضوء فكلاهما لا يحب الضوء. omarkallab@yahoo.com