حتى لا يتهمني البعض بأني غير آبه اطلاقا بتسديد ديون الخزينة الأردنية ، الخارجية والداخلية ، التي تتزايد بمتوالية هندسية ، و(الحق طلع عالطليان) ، ولن نزعج السفارة الايطالية بالمطالبة ببضعة مليارات،،. حتى لا يتهمني أحد ، فقد قررت مع سبق الإصرار والترصُّد اقتراح ودعوة الحكومة الى الشروع فوراً بتشكيل لجان لدراسة مشروع قانون"ضريبة الشراء"، الذي تتلخص فكرته بأن تحول الدولة رواتب الموظفين والعاملين في القطاع الخاص إلى كوبونات غير قابلة للتداول إلا خلال شهر من تاريخ استلامها ، وهكذا نمنع حملة الجوازات من الإساءة إلى التجار الاكارم وحكومتهم الرشيدة ، بتحويل أموالهم إلى مُدَّخَرات وأرصدة متجاهلين الوصايا الإلهية التي تنص على عدم كنز الذهب والفضة ، وهكذا قد يقول احد المتحذلقين ، ان هذه الضريبة التي تدعو إليها ، غير مُهمة إطلاقاً ، لأن المواطن مُضَّطر إلى الشراء ولا داعي لإجباره على ذلك ، أقول : نعم قد يشتري المواطنين قليلاً ويكنز كثيراً ، ولكن المهم في الأساس هو قانون الشراء ذاته حيث يضم مواداً وبنوداً فرعية ومتفرعة عن الفرعية ، تحدد نوع ( المشتريات ) ، وتوزعها بالقسطاس بين الأصناف المعروضة ، وبين الوطني والمستورد ، إضافة إلى ان الحكومة ضمن هذا القانون ستبيع المواطن بعض الأصناف التي ما زال ، منذ قصة التفاحة المقسومة - يحصل عليها مجاناً بدون وجه حق. نحن في بُقعة جغرافية ذات حدود تنحصر بين خطي طول وعرض ، وتملك الدولة فيها الأرض والسماء ( اللّي عاسواها ) إذا اعترفنا بذلك ، فلماذا لا نعترف بحق الدولة في بيع الهواء للمواطنين ؟ نعم ، بيع الهواء حتى نضمن التوزيع العادل ، إذ لا يحق إطلاقا للغلبان ان يحصل على كمية من الهواء تُعادل الكمية التي يستنشقها الصناعي الكبير الذي يدر دخلاً محترماً على الخزينة ، ولماذا لا يستنشق الفقراء من منخر واحد ويتركون الثقب الاخر ، احتياطا ، لحين تحسن أحوالهم المادية. ولن يموت أصحاب خط الفقر المطلق ، إذ ان الدولة رحيمة وكريمة وسوف توزع عليهم كوبونات هواء مدعومة. ولا تنسوا أيضاً إننا شعب مُفرًط في الصراخ ، سواء في أغانيناً الشعبية أو في ( النقّ) على الحكومة. كما أننا مفرطون في التثاؤب. وفرضُ ( هكذا ضريبة) سيؤدي حتماً إلى تطور الحس الغنائي لدى الشعب ، ستتحول الأغاني إلى همسْ ناعمْ جميل رقراق لا يؤذي الأذواق ولا الأسماع ، وسيفرط الشعب في النشاط ولا يسلم نفسه للترهل والكسل حتى لا يتثاءب. أما الفوائد العلمية لهكذا ضريبة ، فهي جمة ووفيرة ، على شاكلة ، أن أهالي الفحيص الكرام ستقل نسبة تضررهم من هواء الاسمنت ، لأنهم حتماً سيقللون من استنشاقهم وُتحلّ بالتالي مشكلة مُستعصية بشكل حبي ، ولا ننسى أيضاً ان نسبة الأكسجين سترتفع في هواء الأردن ، وتقل نسبة ثاني أكسيد الكربون ، وتلك الروائح الكريهة الممزوجة بالبصل والثوم التي تنطلق من أفواه وأنوف الفقراء. واعدكم بكل صدق أني سأبذل نفسي ودمي في الدفاع عن هذه الضريبة العظيمة التي ستحرمكم فقط من العبث والكتابة على الأوراق المالية. ghishan@gmail.com