وضع الله تعالى معايير مختلفة في ميزان العدل الإلهي لتصنيف بني البشر منها التقوى ، ومنها المعرفة في قوله تعالى \"وهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون\" .. وقد درجت بيننا في زماننا هذا أن يمتلك شخصاً شرف الأفضلية على شخص آخر استنادا لما يحمل من شهادة ، فقد أصبحت الشهادة كما السلاح في وجه الوظائف ، فما تملكه يحدد ماهية عملك ومرتبك الوظيفي على حد سواء . وحتى في عصور التنوير الأوروبية والعصور الذهبية ووقتنا هذا والمستقبل في مشارق الأرض ومغاربها ، أن شخصا أفضل من الآخر بالمعرفة .
هناك مقولة شهيرة تقول أن ما تأكله هو \"أنت\"، ولكن هذا من حيث البنية الجسمانية ، أما على صعيد البنية العقلية فما تقرأه هو \"أنت\" ، فبالتالي كلما قرأت كلما تحسنت اللغة لديك ، وكلما ازدادت الخلفية المعلوماتية في دماغك .
يقول البعض أن المعرفة تتمثل في أن تعرف شيئا عن كل شيء وأن تعرف كل شيء عن شيء . بدايةً .. عندما تفكر في هذه المقولة سوف يخطر في ذهنك أنه معقد ، لكن عندما تتمعن في هذا المبدأ وهذه الحكمة ستكتشف كم أنه مفيد وشيق .. ولكن كيف يمكن لنا ذلك . للمثال لا الحصر ، ولنبدأ بأصغر وأهم وأغلى فئات المجتمع وهم الطلاب ، مهنة الشخص كطالب يحتم عليه ان يعرف شيئا عن كل شيء يجب أن يعرف في اللغة والحساب والجبر والعلوم وما إلى ذلك . فأن تعرف شيئا عن كل شيء هو الطريق لأن تعرف كل شيء عن شيء ففي مراحل متقدمة عندما يلتحق الطالب في الجامعة مثلا يجب عليه الإختصاص في موضوع معين للعمل به مستقبلاً .
فالأستاذ مثلاً كان يعلم في جميع المواد التي دَرَسها كما يقال في المثل \"له في كل عرس قرص\" ولكنه قد تخصص في مادة معينة ليدرسها للأجيال التي بعده . ولكن هذا لا يعني أن عليه نسيان ما تعلم .. فالإنسان الناجح كما آنفت هو الذي يمتلك أكبر قدر ممكن من المعلومات .
ولكن لماذا علينا أن نلتزم بالمنهاج الذي تضعه لنا الحياة لماذا لا نعرف في كل شيء لا أحد يولد متعلما كل شي ، ولكن ما تثبته التجارب أن المعرفة لا تكتسب من الدراسة وحسب بل يجب البحث عن مصادر المعرفة وهي كثيرة تكاد لا تنتهي . حتى على مستوى الرياضة مثلاً فان كنت تحب كرة القدم وتعرف معلومات عنها وقوانينها فما الذي يمنعك أن تعرف عن كرة السلة حتى ان لم تكن تحبها صدقوني ذاكرة تخزين أدمغتنا عالية جداً فمعلومة صغيرة لن تؤثر أبداً . فكيف اذا كان ذلك على مستوى مستقبلك بل وحياتك كاملة ألا تستحق البحث والجهد ؟ فما الذي ينقصنا عن العالم لنا نفس المظهر ، ولكن ما يخلق الفرق هو المضمون لأنه يحب المعرفة فمهما كانت المشكلة صغيرة فإنه يبحث عنها حتى يجد لها حلاً ..
اخواني واخواتي ابحث في نفسك ماذا تحب وبماذا تهتم واتجه إلى المعرفة فهي الطريق إلى النجاح ، وفعلا يجب العمل على التغيير ، فأن تعرف كل شيء عن شيء ليس ذنباً !
Mohamad91_ad@yahoo.com